في خضم الجدل الذي تعرفه الأوساط السياسية حول صفة الآمر بالصرف في صندوق تنمية العالم القروي، خرج حزب التجمع الوطني للأحرار ليؤكد تشبثه بمنح هذه الصفة لوزير الفلاحة عزيز أخنوش، الذي كان في وقت سابق محسوبا على الأحرار، مناصرين الأخير ضد رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران الذي عبر عن غضبه بشأن هذه القصة. هذا الموقف تم التعبير عنه على لسان وديع بنعبد الله، رئيس فريق الحمامة بالغرفة الأولى، وذلك خلال اجتماع للجنة المالية في مجلس النواب تم تخصيصة لمناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2016، اليوم الأربعاء، حيث أكد على أن فريق الأحرار "متشبت بأن يكون صرفه مطابقا لما جاء في المشروع الذي بيننا"، يقصد صندوق تنمية العالم القروي، معبرا في نفس الوقت عن أمله في أن " تتقاسم الفرق البرلمانية للأغلبية هذه القناعة، حفاظا على الانسجام والعمل المشترك الذي ميز هذه الحكومة". وقال المتحدث نفسه إن موقف الأحرار هذا يأتي "بعيدا عن كل حسابات سياسوية نحن في غنى عنها خصوصا في هذا الظرفية بالذات ونظرا للحساسية السياسية والعملياتية لصرف هذا الاعتماد"، محذرا في نفس الوقت مما وصفه ب"الانزلاق في موضوع نحن في غنى عنه". وكان مجلس الحكومة قد عرف مواجهة ساخنة، يوم الخميس الماضي، حول المادة 30 من مشروع القانون المالي لعام 2016، والتي تنص على منح عزيز أخنوش صلاحية الآمر بالصرف لصندوق تنمية العالم القروي، وهو ما أثار غضب رئيس الحكومة، الذي قال إنه اكتشف الأمر أخيرا، وهو ما نفاه كل من أخنوش، ووزير المالية محمد بوسعيد. هذا في وقت عبر فيه فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب في آكثر من مناسبة عن نيته الدفع في اتجاه تعديل المادة مثار الجدل على أساس تولي رئيس الحكومة صفة الآمر بالصرف في الصندوق المذكور.