يبدو أن شبكات تهريب الحشيش المغربي إلى إسبانيا، ومنها إلى باقي الدول الأوروبية، لازالت تنوع من طرقها ووسائلها لتأمين عمليات تهريب كميات كبيرة من هذا المخدر، الذي أزاح الكوكايين من عرش المخدرات بالجارة الشمالية، إذ كشفت مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية، يوم أمس الخميس، أن الحرس المدني الإسباني تمكن من تفكيك منظمتين إجراميتين متخصصتين في تهريب الحشيش من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني عبر استعمال المروحيات. وحسب المصادر ذاتها فإن تفكيك الشبكتين، الذي تم على إثره اعتقال أكثر من 15 شخصا ينحدرون من كل من المغرب وإسبانيا وفرنسا وحجز لديهم ثلاث مروحيات بقمة مالية تقدر ب،25 مليون درهما، وثلاث عربات ومبالغ مالية كبيرة، وكتب إرشادية في مجال الطيران وهواتف نقالة متطورة، ورادارات ومناظير ليلية، وسائل أخرى متعلقة بالإمداد واللوجستيك، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الحشيش، جاء في إطار عملية "بومبادرديو" التي قادتها عناصر مختصة في محاربة الجريمة المنظمة والمخدرات في كل من مدن مالقة وقاديس وطليطلة ومدريد. في نفس السياق، كشفت التحقيقات الأمنية أن المهربين يقومون بإدخال كميات كبيرة من الحشيش جوا في الليل، ويتم بعد ذلك تخزينها في مزارع مجاورة لسواحل مالقة، بحيث تنقل وتوزع في ما بعد برا في مختلف البلدان الأوروبية. وأضافت نفس المصادر أن واحدة من المنظمتين المفتكتين تشتغل بطريقة متطورة جدا، كما تعتمد على خبراء في مجال الإنقاذ في أعالي الجبال، يقومون بتدريب وتوجيه الربابنة عند القيام بعمليات نقل تلك المخدرات الكبيرة من الحشيش. وأشارت المصادر ذاتها إن تفكيك الشبكتين الإجراميتين جاء عبر مراحل، بحيث أته تم في مايو 2014 حجز المروحية الأولى بعد ان قامت برحلة جوية ليلية من المغرب وعندما حاولت الرس بإحدى الحقول الإسبانية لتنزيل تلك الكميات بإسبانيا وقع خطأ من قبل الربان من خلال الاصطدام بعمود كهربائي؛ في حين تم حجز المروحيتين الأخريين في دجنبر الماضي عندما قام أفراد من الحرس المدني بمطاردة مروحيتين واعتقال أربعة أشخاص وحجز تلك الكميات من الحشيش المهرب. ليتم مؤخرا وضع اليد أفراد الشبكتين والقبض على الزعيم المفترض. يذكر أن نسبة المحجوزات من مخدر الحشيش في سائر التراب الإسباني تفوق 250 طنا سنويا، كما أن 90 في المائة من المحجوزات تتم في مدينة سبتةالمحتلة وفي مدن الجنوب الإسباني، علما أنه خلال السنة الجارية تم حجز أكثر من 160 طنا من الحشيش والتي يتم تهريبها برا أوبحرا، في حين تقتصر عمليات التهريب الجوي على الشبكات الإجرامية الكبيرة ذات الإمكانيات الضخمة.