يبدو أن التنافس على رئاسة مجلس المستشارين ستكون ساخنة جدا هذه المرة، وينتظر أن تجري معركة حامية حولها بين حزبين في المعارضة هما حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة. حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، قال ل« اليوم24» إن القرار النهائي فيما يتعلق بتقديم مرشح عن حزبه للمنافسة على رئاسة المجلس «مبدئيا، لا شيء يمنعنا من دخول سباق هذه المنافسة». خطوة حزب الاستقلال، إذا اكتملت حتى النهاية، ستسعى إلى الانتقام من الخسائر التي تكبدها في نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية، خاصة في فاس لما لها من رمزية كبيرة، حيث فقد أمينه العام، حميد شباط، رئاسة مجلس مدينة فاس، كما أنه تراجع في آخر لحظة عن التنافس من أجل نيل رئاسة جهة فاسمكناس، بعدما تأكد له صعوبة الظفر بها، وهي خطوة حاسمة من شأنها أن تؤكد عمليا مدى جدية القرار الذي اتخذه شباط، ويتعلق بالخروج من موقع المعارضة إلى موقع المساندة النقدية لحكومة عبد الإله بنكيران. وسيواجه حزب الاستقلال، في هذه الحالة، حزب الأصالة والمعاصرة أساسا، مادام أن أغلب الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب العدالة والتنمية، يُستبعد أن تدخل في منافسة من أجل رئاسة المجلس. ويترأس الأصالة والمعاصرة الغرفة الثانية منذ 2009 في شخص أمينه العام الأسبق، محمد الشيخ بيد الله، كما أنه يسعى إلى الاحتفاظ برئاسة نفس المؤسسة خلال الولاية المقبلة. غير أنه في الوقت الذي قد ينافس حكيم بنشماش زميله في الحزب الشيخ محمد بيد الله على نفس المنصب، خصوصا وأن الأول مدعوم بقوة من قبل الرجل النافذ في «البام»، إلياس العماري، هذا الأخير الذي تربطه علاقات متوترة بمحمد بيد الله. فإن حزب الاستقلال لا يمتلك مرشحين يمتلكون الكفاءات المطلوبة في رئيس مؤسسة دستورية، ويعتبر الشخصية الرابعة في البروتوكول بالدولة، اللهم إذا قرّر أن يدفع بكاتب الدولة في الخارجية سابقا، أحمد الخريف، والذي أقيل من منصبه حينها نتيجة طلبه الجنسية الإسبانية وهو في حكومة عباس الفاسي.