يعد حمام الصباح بالنسبة للكثيرين من الطقوس المقدسة التي يجب أن يبدأ النهار بها، لكن أطباء الأمراض الجلدية يحذرون من كثرة الاستحمام لما لها من آثار سلبية على صحة الجلد. وقد اشتغل الطبيب الأميركي جون وستور من جامعة ميتشغان على دراسة تتناول أضرار عادة المواظبة على الحمام الصباحي رغم أن البعض يراها أساسًا للنظافة. يقول وستور: "في كل صباح وبعد الاستيقاظ مباشرة يتوجه الكثيرون إلى الحمام للاغتسال بالماء الساخن والصابون دون التفكير بالأضرار التي تلحق بجلدهم، أبرزها جفاف الجلد ما يجعله حساسًا… فالجسم يحتاج فقط إلى نظافة بسيطة". ويضيف كثيرون لا يعلمون أن فوق الجلد أكثر من 10 آلاف نوع من البكتيريا، وتعج على جسم الإنسان كائنات حية دقيقة إلا أنها كلها تشكل طبقة طبيعة واقية للجلد. ومع أن النظافة تبقي الجلد صحيًا ونضرًا، لكن يجب عدم المبالغة، فالاغتسال الدائم لا يزيل الأوساخ عن الجلد، ولا يزيل العرق وروائح أخرى فقط، بل يقضي على الطبقة الواقية هذه التي تحمي من الجراثيم الضارة وتحافظ على البشرة ناعمة، ومع أن هذه الطبقة يمكن أن تتعافى بسرعة لدى الأصحاء إلا أن كثرة الاستحمام تشكل مع الوقت ضررًا أكيدا عليها أو يجعلها شفافة فيفقد الجلد حمايته ويكون عرضة للإصابة بأمراض جلدية كالأكزيما. ومن اجل نظافة أساسية للجسد، فإن الحمام أو الدوش ليس ضروريًا يوميًا، إذ يكفي استعمال منشفة صغيرة مبللة بالماء والصابون الصحي والخالي من مواد تقضي على الطبقة الدهنية، لتنظيف اليدين والقدمين ومنطقة الفخذين والصدر ووسط الظهر والمناطق الحساسة ( الأعضاء التناسلية) التي هي مصدر العرق، ويكفي استعمال المنشفة المبللة حتى لمن يمارس رياضة أو يتعرق كثيرًا لتنظيف ما تبقى من الجسد. وتشير بيانات دولية إلى أن 84 في المائة من سكان المدن في البلدان الغربية يستحمون يوميا لاعتقادهم بأن ذلك أفضل أنواع النظافة غير مدركين المشاكل منها جفاف الجلد لفقدان الطبقة الطبيعية الحامية، ما يجعله ضعيف المقاومة للبكتيريا بالأخص، ومن الأمراض الجلدية النموذجية التي تسببها كثرة الاستحمام بالأخص بالصابون السيئ النوع والماء الساخن هي الاكزيما والحكاك وقشرة الرأس والاكتفاء بالحمام حتى ثلاث مرات. لكن من لا يستطيع التخلي عن الحمام اليومي عليه اقتصار وقت الاستحمام على بضع دقائق وبالماء الدافئة لا تتعدى حرارته ال36 درجة. وينصح التقرير بالتخلي عن الصابون أو الجيل واستعمال أنواع معينة من الشامبو عند الضرورة، مع غسل الأماكن الحساسة من الجسم يوميًا مرتين أو ثلاث مرات، بالأخص في الأيام الحارة، واستخدام زيوت للجسم غير معطرة بالأخص زيت الزيتون لحماية الجلد بعد الحمام خاصة لذوي الجلد الجاف.