فازت الروائية والإعلامية الشابة ليلى سليماني بالنسخة السادسة لجائزة المامونية الخاصة بالروائيين المغاربة الذين يكتبون بالفرنسية، حيث تمكنت الروائية البالغة من العمر 33 سنة من انتزاع الجائزة بفضل روايتها «في حديقة الغول» الصادرة عن دار «غاليمار» الفرنسية، وذلك في حفل أدبي أقيم نهاية الأسبوع في مدينة مراكش. في هذا السياق، كشفت لجنة التحكيم، التي ترأستها الروائية الفرنسية كريستين أوربان، خلال حفل توزيع هذه الجائزة، أن رواية الكاتبة ليلى سليماني، التي نزلت إلى الأسواق سنة 2013، استطاعت التطرق بشيء من الذكاء والبراعة مع موضوع حساس نادرا ما تم التطرق له في الأدب المغربي. كما نوهت بالرواية باعتبارها عملا «متكاملا». تدور أحداث الرواية الفائزة، التي تعتبر أول عمل أدبي لهذه الأديبة، حول حياة زوجين سعيدين هما الصحافية الشابة «أديل» والطبيب «ريشارد». إذ يتفق الاثنان على تربية طفل في شقتهما بباريس. لكن أديل تستغل هامش الحرية الذي تتيحه مهنتها، لتتحول إلى مدمنة جنس، تمارس نزواتها ورغباتها بلا حدود. إذ تروي صاحبة الرواية هذه الحالة النفسية والجسدية، بلغة عميقة، وهي تقوم بتصعيد أحاسيس ومشاعر دفينة، في حياة الأنثى، وفي الجسد باعتباره مسكن الروح والرغبة، وموضوع المتعة والشبق. يكتشف زوجها ريشارد الحقيقة، فينتابه الغضب والأسى والرغبة في الانفصال، لكنه استطاع، بعد ذلك، تجاوز هذه المرحلة العصيبة ليحاول إرجاع زوجته إلى جادة الصواب. من جهة أخرى، قالت سليماني، المعجبة برواية «مدام بوفاري» منذ طفولتها، إن قصة رئيس صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس مع عاملة فندق كارلتون، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفصولها المشوقة والمثيرة، هي التي حرضتها على كتابة هذه الرواية، والشروع في بناء عوالمها انطلاقا من صورة شابة مدمنة للجنس ومقبلة على المتعة بلا تردد. وكان الروائي المغربي الطاهر بنجلون قد عبر عن إعجابه بهذه الرواية، حيث اعتبر أنه لم يسبق لكاتب من الكتاب المغاربيين أن كان على هذه الدرجة من الشجاعة والصراحة والعمق منذ عمله الإبداعي الأول. جدير بالذكر أنه تنافست على هذه الجائزة أعمال خمسة كتب، صدرت خلال سنوات 2013 و2014 و2015 وهي: «في حديقة الغول» لليلى سليماني، و«عندما قرر آدم أن يعيش» لرشيد خالص، و«من أجل ذهب الدارالبيضاء» لإيمان روبلان، و«لن ندخل جميعا الجنة» لمارية جسوس، و«في ظلال الأوكالبتوس» لنجيب رضوان. وضمت لجنة التحكيم لهذه الدورة، كل من الأمريكي دوكلاس كينيدي والكونغولي آلان مابانكو، والبلجيكي فانسين أنجيل، والمغاربة رضا دليل وكريمة يتريبي ومحمد ندالي. كما يشار إلى أن النسخة الخامسة لجائزة المامونية الأدبية، التي تبلغ قيمتها المالية 200 ألف درهم، عادت للكاتب والصحافي المغربي رضا دليل عن روايته «الوظيفة» (Le job) الصادرة عن منشورات «الفنك».