يحتفل الشعب المغربي اليوم، بالذكرى الثامنة والثلاثين للمسيرة الخضراء٫ في الوقت الذي تعيش فيه القضية الوطنية لحظات جد دقيقة. في 15 اكتوبر من سنة 1975٫ اعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء٫ بعد أن أصدرت محكمة لاهاي حكمها٫ وتأكد المنتظم الدولي بوجود علاقات تاريخية بين المغرب وصحراءه تنظيم المسيرة٫ تعاملت معه العديد من وسائل الإعلام العالمية في البداية بطريقة غير جدية٫ حيث انها لم تتخيل تنقل 350 الف شخص من مختلف مناطق المغرب الى الجنوب٫ وسرعان ما توضحت أمامها الرؤية٫ عندما أعلن الملك الراحل يوم خامس نونبر من سنة 1975 من مدينة أكادير انطلاق المسيرة بقوله : غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستتلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى وطنكم العزيز". وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام المغربية٫ ولافتات تدعو إلى عودة الصحراء المغربية، وصور لملك الراحل الحسن الثاني ، كما اتخذ اللون الأخضر لوصف هذه المسيرة كرمز للإسلام٫ بالاضافة الى نسخ من القرآن الكريم٫ ولم تكن المسيرة حدثا سياسيا٫ فقط بل كانت له آثار اجتماعية وانعكاسات كبيرة على مجموعة من الميادين مثل المجال الفني. وبالاضافة الى المشاركين المغاربة فإن المسيرة عرفت حضور العديد من ممثلي الدول الصديقة العربية والغربية٫ كما ان وسائل الاعلام غطت بكثافة هذا الحدث الذي اصبح من العلامات الفارقة في تاريخ المغرب الحديث ومن نتائج المسيرة الخضراء قبول اسبانيا إجراء المفاوضات والوصول إلى اتفاقية مدريد الموقعة يوم 14 نوفمبر 1975، وهي الاتفاقية التي بموجبها دخل المغرب إلى العيون سلميا، وانسحاب الإدارة الإسبانية من المنطقة يوم 26 فبراير 1976 قبل يومين من الموعد المحدد في اتفاقية مدريد الذي كان 28 فبراير وياتي هذه السنة الاحتفال بالذكرى 38 للمسيرة الخضراء في ظرف تمارس فيه الجزائر التشويش على القضية الوطنية ٫كما ان الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان كان واضحا٫ عندما طلب مشاركة الكل من اجل تقوية الموقف المغربي حتى يتم قطع الطريق على كل الاطراف٫ التي تترصد المغرب٫ والتي تحاول استغلال اي فرصة من اجل اضعاف موقف المغرب كما حدث مؤخرا عند زيارة كريستوفر روس للمنطقة للإشارة فإن الملك محمد السادس سيلقي اليوم خطابا بهذه المناسبة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليلا