بعد أن تسببت شكاية تقدمت بها فيدرالية اليسار الديموقراطي في توقيف الإمام والخطيب عمر العروش، الذي كان يلقي خطبة للجمعة في مسجد الحاج عبد الرحمن بالحي المحمدي في 14 غشت بالبيضاء، والذي اتهم خلالها ب"الدخول في حساسيات ضيقة"، بحديثه عن الإيديولوجيات خلال فترة الانتخابات، ذكر الخطيب المعزول، ل"اليوم24″، أن جملته لا علاقة لها بالانتخابات ولا بأي تأييد لحزب معين، نافيا أن يكون كلامه تضمن دعوة إلى عدم التصويت على أحزاب اليسار، وملتمسا العفو عنه لأنه لم تكن ا لديه لنية في الإساءة إلى أحد. لماذا أوقفتك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كإمام من مسجد الحاج عبد الرحمن في الحي المحمدي في الدارالبيضاء؟ قرار توقيفي جاء بناء على شكاية تقدمت بها فدرالية اليسار الديمقراطي، اشتكت فيها إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية من خطبة قدمتها بتاريخ 14 غشت الماضي، واتهمتني بتأييد العدالة والتنمية وتحريض الناس على عدم التصويت لأحزاب اليسار. وماذا كان موضوع الخطبة؟ موضوع الخطبة كان حول ثورة الملك والشعب، وعيد الشباب، وهي خطبة رسمية قرأتها كما هي، لكنني في آخرها ارتجلت، وأكدت أن الإسلام هو الدين الوحيد في البلد، وأن آباءنا وأجدادنا الذين قاوموا وماتوا وضحوا في ثورة الملك والشعب، كانوا يدافعون عن البلد من وراء عقيدة اسمها الإسلام، وأنه لا يمكن لأي إيديولوجية كيفما كانت، سواء ماركسية أو اشتراكية، أن تكون سببا يلتف حوله المغاربة، وإنما سببا في تفرقتهم، وأن لا شيء يجمع شملهم إلا الإسلام. وأنا أؤكد أنني كنت أتحدث في سياق ثورة الملك والشعب بعيدا عن الانتخابات. هل لديك أي انتماء سياسي؟ لا نهائيا.. أنا فقيه مغربي مالكي، ليس لي أي انتماء سياسي قطعا، لأن الفقيه يظل فقيها، مهمته إمامة الناس بجميع أطيافهم وشرائحهم الدينية والسياسية، بعيدا عن أي منهج ديني أو فكري. وبصفتي فقيها أعتبر جميع المغاربة مسلمين، وأخاطب الجميع باسم الإسلام المعتدل، ولا يليق بي كإمام أن أكون متحزبا. ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق؟ أولا وقبل كل شيء، أناشد الملك محمد السادس للبحث في قضيتي، لأن نيتي لم تكن سيئة نهائيا، فأنا أحب أمير المؤمنين، وأدعو له في كل خطبي وجميع المناسبات، وهذا بشهادة كل من يرتاد المسجد الذي كنت ألقي فيه الخطبة. كما أوجه رسالة إلى أحمد التوفيق، أستاذي، للعفو عني، فأنا فقيه متشبث بالمذهب، أقرأ الحزب الراتب والدعاء وغيرهما مما عليه مساجد المملكة. ولا أنكر أنني أخطأت لحظة قولي للعبارة والتطرق إلى الإيديولوجيات في تلك الفترة من الانتخابات، ولو أني لم أقصد بها شيئا. أنا أحترم المندوبية والوزارة الوصية، وأريد أن أؤكد أنني لا أحمل أي فكرة من الخارج، ولا آتي بأفكار الحنابلة والسلفيين، أنا وطني في فكري ومذهبي.