إذا كانت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات ANRT قد أكدت قبل أسبوعين أن سوق الهاتف المحمول بالمغرب ارتفع ب 4 في المائة من خلال 44.11 مليون مشترك مع متم عام 2014، مقابل 42.42 مليون مشترك، نهاية عام 2013، مع نمو نسبة نفاده بحوالي 4 نقاط خلال سنة واحدة، حيث بلغت 132,96 في المائة، عند نهاية عام 2014، فإن المغاربة أصبحوا يتوجهون بصفة خاصة إلى شراء الهواتف الذكية التي شهدت أسعارها تراجعا ملحوظا في السنين الأخيرة، وهذا ما أكده تقرير حديث لمكتب الدراسات العالمي GfK. فقد كشف محللو مكتب الدراسات العالمي «جي إ ف كا» في تقرير لهم حول سوق الهواتف الذكية بالمغرب خلال النصف الأول من السنة الحالية، أن المغاربة اشتروا أزيد من مليون هاتف ذكي خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي، بقيمة 209 مليار سنتيم، موضحين أن ثلثي هذا العدد تبلغ أسعاره حوالي 2000 درهم، بينما تجاوزت أسعار 10 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية أكثر من 5 آلاف درهم. التقرير أشار، كذلك، أن سوق الهواتف الذكية بالمغرب لم يعد حكرا على العلامات التجارية المعروفة ك»سامسونغ» و»آبل»، بعد أن غزته علامات غير معروفة ويتم تسويقها بأسعار منخفضة، منوها أن عدد العلامات التجارية للهواتف الذكية المروجة بالمغرب شهد ارتفاعا بلغ الضعف خلال أقل من سنة، وفسر محللو مكتب الدراسات هذا النمو بكون المستهلك المغربي يعتبر الأسعار معيارا رئيسا في اختياره للهاتف الذكي أكثر من العلامة التجارية، لكن التقرير أبان في الآن نفسه أن ولوج هواتف ذكية لماركات غير معروفة إلى السوق المغربية، والتي تعتمد بشكل أساسي على أسعار منخفضة، لا يشكل منافسة بالنسبة إلى شركات الهواتف الذكية المعروفة عالميا، وإنما هي فرصة لفئات أوسع كي تتمكن من الحصول على هواتف ذكية. وبالأرقام، سجل محللو مكتب الدراسات أن المغاربة صرفوا 2.09 مليار درهم (209 مليار سنتيم)، حيث شكلت الهواتف الذكية منخفضة السعر نسبة 43 في المائة من رقم المعاملات، أما بالنسبة إلى الهواتف المرتفعة السعر، فإن رقم معاملاتها يمثل 35 في المائة من المبلغ الإجمالي. الإقبال الكبير للمغاربة على اقتناء الهواتف الذكية منخفضة الثمن ساهم كذلك، في تراجع معدل أسعار بيعها بنسبة 10 في المائة خلال الأشهر الستة الماضية، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبات يتراوح بين 1990 درهما و2200 درهم، كما أن معظم الشركات الكبرى أصبحت لديها استراتيجية تسويقية تعتمد على ولوج سوق الهواتف الذكية منخفضة الثمن، بدل الاقتصار على الهواتف الراقية فقط. وقال التقرير إنه بالرغم من تراجع معدل أسعار بيع الهواتف الذكية بالمغرب، إلا أن هذا لم يمنع هذه الأجهزة من تحقيق أرقام نمو جيدة خلال الأشهر الستة الماضية، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 4 في المائة من حيث العدد، وبنسبة 23 بالمائة من حيث رقم المعاملات، خصوصا مع دخول شركات صينية لتصنيع الهواتف إلى السوق المغربية. ومن بين هذه الشركات Wiko الصينية التي ولجت مؤخرا إلى السوق المغربية قبل أشهر قليلة، والتي ستعتمد على نجاحها الباهر بالسوق الفرنسية، حيث تستحوذ على حصة للسوق تعادل 17 في المائة، لتحتل بذلك المرتبة الثانية في سوق الهواتف الذكية بفرنسا. وصرح مسؤولو الشركة الصينية مؤخرا أن السوق المغربية هي سوق واعدة، باعتبار أن المغاربة من بين الشعوب الأكثر تواصلا عبر مختلف الأجهزة الذكية في منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، خصوصا خلال السنتين الماضيتين، مؤكدين أن السوق المغربية هي بوابة للشركة الصينية من أجل ولوجها للسوق الإفريقية بعد نجاحها في السوق الفرنسية والأوربية.