نقل ايوب الخزاني منفذ الهجوم الذي احبط في قطار تاليس خلال رحلة بين امسترداموباريس, بعد ظهر الثلاثاء الى قصر العدل في باريس حيث سيوجه اليه قضاة فرنسيون لمكافحة الارهاب الاتهام, في وقت يجري تحقيق مواز في بلجيكا. ووصل الخزاني وهو مغربي في الخامسة والعشرين من عمره الى قصر العدل في سيارة مصفحة للشرطة في ثياب المستشفى معصوب العينين ومقيدا من الخلف, وذلك قبل بضع ساعات من انتهاء توقيفه الاحتياطي ل96 ساعة وفق مشاهد عرضتها قناة "اي تيلي". وعلى القضاة ان يتخذوا قرارا في شان توجيه اتهام اليه وابقائه موقوفا. وعصر الثلاثاء, اعلن مدعي باريس فرنسوا مولان ان التحقيق في شان الخزاني اظهر انه عاد الى اوروبا في الرابع من حزيران/يونيو 2015 في رحلة اتية من انطاكية في تركيا. واضاف في تصريح للصحافيين انه استنادا الى المعلومات التي تم جمعها, يشتبه بان الخزاني اراد ارتكاب عمليات اغتيال ذات طابع ارهابي داخل القطار. وينفي الخرزاني اي دوافع ارهابية لما قام به مؤكدا انه كان يريد سرقة ركاب القطار. لكن هذا النفي لم يقنع المحققين وخصوصا ان التدقيق في هاتفه النقال اظهر انه اطلع على شريط فيديو لاناشيد جهادية الجمعة قبل ان يستقل القطار. وقال مصدر قريب من الملف "لقد شاهد هذا الفيديو في الفترة بين شرائه بطاقته ودخوله القطار". وفي خطاب القاه امام السفراء الفرنسيين خلال اجتماعهم في باريس, اعتبر الرئيس فرنسوا هولاند الثلاثاء ان هجوم تاليس الفاشل يجب ان يحض فرنسا على الاستعداد لهجمات اخرى. وقال الرئيس الفرنسي "ما زلنا معرضين للخطر والاعتداء الذي وقع الجمعة كان يمكن ان يؤدي الى مجزرة هائلة لولا شجاعة العديد من الركاب وخصوصا العسكريين الاميركيين". واقرت السلطات بان اعتداء تاليس كان يمكن ان يتحول الى مجزرة لولا تدخل ركاب تمكنوا من السيطرة على الخزاني فيما كان يخرج من المرحاض مدججا بالسلاح. وبين هؤلاء ثلاثة شبان اميركيين اثنان منهم عسكريان كانا يمضيان اجازة, اضافة الى بريطاني منحهم الرئيس الفرنسي الاثنين وسام جوقة الشرف. وسيتم ايضا تكريم راكبين اخرين هما فرنسي وفرنسي اميركي اضافة الى اثنين من العاملين في القطار. وفي واشنطن, اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان احد الجنديين سبنسر ستون سيقلد وسام الطيار, اعلى وسام يمنح لافراد سلاح الجو الاميركي, تقديرا "لعمل شجاع قام به خارج ساحة القتال". وكان الخزاني يحمل بندقية كلاشنيكوف ومسدسا واداة قاطعة حين تمت السيطرة عليه. واصيب ستون بالاداة القاطعة فيما اصيب الراكب الفرنسي الاميركي مارك هوليغان بالرصاص ونقل الى مستشفى في ليل بشمال فرنسا حيث لا يزال في وضع "مقلق" بحسب اطبائه. والخزاني الذي وصف بانه مشرد (او بلا مسكن محدد) و"نحيل" من قبل محاميته التي ساعدته في الساعات الاولى لتوقيفه, زعم انه عثر على الرشاش صدفة في حديقة بالقرب من محطة القطارات في بروكسل. والى جانب مسألة وجود شركاء له او مخططين لتحركه, يفترض ان يكشف التحقيق مسار هذا الشاب المغربي الذي سبق ان رصدته اجهزة الاستخبارات في اربع دول اوروبية هي اسبانياوفرنسا والمانيا وبلجيكا. وكان الخزاني وصل الى اسبانيا في العام 2007 عندما كان في الثامنة عشرة من عمره, واستقر في الجزيراس (جنوب) حيث يقيم والده. وقد عرف بتشدده خلال لقاءاته في المساجد كما تورط في تهريب مخدرات. وفي العام ,2014 ابلغت اجهزة الاستخبارات الاسبانية نظيرتها الفرنسية بنيته الاتتقال الى فرنسا. وهذا ما تأكد بعدما قالت شركة الهواتف النقالة ليكاموبيل الاثنين ان المغربي عمل لديها من فبراير الى ابريل 2014 قبل الغاء العقد بينهما لان الوثائق التي كانت بحوزته "لم تكن تسمح له بالعمل في فرنسا", بحسب الشركة. وفي العاشر من ماي ,2015 رصد الخزاني في برلين التي سافر منها الى تركيا, الوجهة التي تسمح بالتفكير في احتمال ان يكون توجه الى سوريا حيث يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة. واكدت المحامية انه تنقل في الاشهر الستة الاخيرة بين بلجيكا والمانيا والنمسا وفرنسا واندورا. وفي بروكسل, اعلنت النيابة الفدرالية الثلاثاء ان الشرطة قامت بعمليتي دهم في محاولة لتحديد "الامكنة التي اقام فيها" الخزاني. وقالت صحيفة "لا ديرنيير اور" البلجيكية ان هذه العمليات نفذت "لدى شقيقة المشتبه به ولدى احد اصدقائه حيث يفترض انه اقام لايام عدة".