في البداية اعتقد الجميع أن نورالدين مضيان لن يتقدم للانتخابات الجهوية بمدينة الحسيمة، ساد هذا الاعتقاد إلى حدود يومين قبل إنتهاء أجل وضع الترشيحات، لكن في نهاية المطاف فاجأ مضيان رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب الجميع بوضع ملف ترشيحه بعمالة الحسيمة، وهو القرار، الذي أثار بحسب مصدر مقرب من مضيان دهشة المتابعين، بعدما كان الجميع يتداول إسم شقيقه كوكيل لائحة الحزب بالحسيمة. في السياق نفسه أكد المصدر ذاته أنه في البداية كان مضيان قد تنازل عن الترشيح في الجهة لفائدة شقيقه، رغم أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال كانت قد قررت أن تمنح تزكيات الجهات للنواب البرلمانيين والقياديين بالحزب، غير أن ظهور أسماء قوية في التنافس على المقاعد الثمانية المخصصة لإقليمالحسيمة بمجلس الجهة دفع بمضيان إلى العدول عن قرار التنازل، وخوض النزال وجها لوجه ضد الرجل القوي في حزب الاصالة والمعاصرة إلياس العماري، الذي سيخوض النزال هو الأخر بالحسيمة. مصدر مطلع كشف بأن كل الأنظار بالريف تتجه إلى هذه المعركة، بالنظر إلى المشاركين فيها، وإن كان البعض يرى بأن النزال محسوم سلفا للعماري فإن أخرين لا يستبعدون وقوع مفاجئات خاصة مع دخول البرلماني عن الحركة الشعبية محمد الأعرج على خط هذه المواجهة "إلى حدود الآن الأصالة والمعاصرة يملك شعبية في الريف الأوسط والشرقي أما في الريف الغربي يجد صعوبات جمة في اقتحامه" يقول المصدر ذاته قبل أن يشير إلى أن الاعرج مثلا يتوفر على شعبية كبيرة بمنطقة زراعة الكيف، وهي المنطقة التي ينحدر منها دون إغفال أن هذه المنطقة تسجل عبر التاريخ الانتخابي نسبة مشاركة مهمة. أما مضيان فيراهن هو الأخر على مجموعة من الجماعات التي سيطر عليها الاستقلال في السنوات الماضية، من ذلك الجماعة التي يرأسها (بني عمارت)، وبلدية تارجيست التي يقودها حاليا الإستقلالي أحمد أهرار، حيث يسعى لضمان مقعده وربما مقاعد أخرى لمن معه في اللائحة انطلاقا من شعبية الميزان بهذه المناطق. العماري هو الأخر سيحاول استثمار شعبيته بمنطقة الريف والتي اكتسبها من العمل المدني بعد زلزال الحسيمة ومن خلال تأسيس جمعية الدفاع عن ضحايا الغازات السامة بالريف، حيث يعد نزال الرابع من شتنبر بالنسبة للعماري امتحان حقيقي لشعبيته، وهو أيضا أول نزال انتخابي يشارك فيه منذ تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. رغم أن الجميع يتوقع منافسة قوية بين المشاركين في هذه الانتخابات على مستوى إقليمالحسيمة، إلا أن توفر كل مرشح على "أنصار" ومؤيدين ثابتين كل في منطقته، سبب كاف لتوزيع المقاعد الثمانية على اللوائح المذكورة وحصول كل حزب على نصيبه.