يبدو أن قرار حزب اليسار الاشتراكي الموحد المشاركة في الانتخابات المحلية والجهوية المقبلة، سيكون ثمنه مكلفا لقيادة الحزب، بعد أن قرر مجموعة من قيادات "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية"، الذراع الشبابي للحزب التمرد على قرار القيادة والدعوة إلى مقاطعة ما وصفوه ب"مسرحية الانتخابات الموضوعة والمفصلة على المقاس في تكريس لديمقراطية الواجهة"، متهمة قيادة الحزب بالانحراف اليميني على مستوى الممارسة ونزوحها نحو المخزنة وانخراطها في مسلك التدجين وشنها لحملة إرهاب تنظيمي في صفوف من وصفتهم بالمناضلين الجذريين"، في إشارة إلى طرد قيادة الحزب لبعض الشباب بسبب موقفهم الرافض للمشاركة في الانتخابات. وتبرأت "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية"، المعروفة اختصارا ب"حشدت" في بيان لها، يتوفر موقع "اليوم 24″ على نسخة منه من شبيبة فدرالية اليسار، انسجاما مع مواقف اللجنة المركزية، التي عبرت عنها في دورتها الخامسة"، رافضة ما وصفته بالاستغلال الخبيث لاسم "حشدت" في التطبيع مع المخزن، كما استهجنت ما اعتبرته "انحيازا من القوى الديمقراطية والتقدمية إلى الطرح المخزني الرامي إلى تأييد الفساد والاستبداد عبر التهافت على المشاركة في انتخابات فاسدة ومحددة النتائج سلفا". وقال أشرف المسيح، الكاتب الوطني لحشدت المقال من طرف المكتب السياسي لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، إن غالبية شباب الحزب قررت الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرا قرار طرده من "حشدت" فاقدا للمشروعية. واتهم المسيح قيادة الحزب بالانحراف اليميني وإقصاء أصوات الشباب، وعدم الاستماع إلى وجهة نظرهم، مبرزا أن القلة القليلة من الشباب هي التي وقفت إلى جانب منيب ودعمت قرار المشاركة في الانتخابات. ومن جهة أخرى، نقل موقع اليسار الاشتراكي الموحد على الأنترنت تأكيد عصام ماجد الكاتب العام الجديد ل"حشدت" على انخراط شباب الحزب في دعم فدرالية اليسار الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، متهما أشرف المسيح بخيانة الأمانة. وأكد ماجد، بحسب ما نقل عنه موقع الحزب، أن "كل التصريحات والمواقف غير المنبثقة عن الأجهزة الشرعية لشبيبة الحزب، لا تلزم إلا صاحبها"، وهو ما يعمق الانقسام في صفوف شبيبة منيب.