حددت ابتدائية مراكش الخميس 12 نونبر القادم تاريخا لأولى جلسات مناقشة ملف مثير. المشتبه فيه وسيط عقاري يبلغ من العمر 63 سنة، أما الضحية المفترض فهو رضيع يبلغ بالكاد سنة ونصف، الذي تتهم أمه الوسيط بالاعتداء الجنسي عليه. القضية تفجرت قبل أسبوع، حين حلت «فتيحة. ف» بقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش تحضن بين ذراعيها رضيعها «شمس الدين»، قبل أن تفجر مفاجأة مدوية في وجه الأطباء والممرضين حين أخبرتهم بأن الطفل تعرض لاعتداء جنسي، زاعمة بأنه لا يتوقف عن البكاء منذ يومين متألما من جروح في مؤخرته. وقع الصدمة كان قويا على الطاقم الطبي. فقد تم إخبار رجال الأمن المداومين بالمستشفى، الذين ربطوا الاتصال بدورهم بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي حل بعض مسؤوليها بالمؤسسة الاستشفائية، ليتبين لهم بأن واقعة الاعتداء الجنسي التي تتحدث عنها الأم يشتبه في وقوعها خارج الدائرة الترابية لاختصاص المصلحة، قبل أن يتقرر إحالة الملف للتحقيق فيه من طرف مركز الدرك الملكي «الأوداية» بضواحي المدينة، وتتم إحالة الرضيع على مستشفى الأم والطفل، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس» بالمدينة نفسها، من أجل إخضاعه لكشف طبي سيحسم في وقوع جريمة الاعتداء الجنسي من عدمها. مصادر مطلعة على الملف أكدت أن الأم، القاطنة بحي المحاميد 9 بمقاطعة المنارة، روت للمحققين تفاصيل القضية، حين توجهت برفقة رضيعها إلى وكالة عقارية بمنطقة الأوداية يملكها المشتبه به بحثا عن منزل للكراء بضواحي المدينة الحمراء. وحسب المصادر نفسها، فإن المشتكية تتهم الوسيط العقاري بأنه اختلى بالطفل في غفلة منها ومارس عليه الشذوذ الجنسي، بعد أن رافقها إلى العديد من المنازل المعدة للكراء بالمنطقة نفسها، موضحة أنها وأثناء قيامها بمعاينة أحد المنازل، توارى فجأة الوسيط عن الأنظار، قبل أن تكتشف بأن الرضيع بدوره لم يعد يظهر له أثر بالمنزل. وأضافت المشتكية أنها أصيبت بذهول شديد وشرعت تبحث عن رضيعها، قبل أن تطلق صرخات استغاثة وتطلب مساعدة الجيران، لتكتشف لاحقا بأن الطفل يتواجد بالقرب من أحد المنازل التي سبق لها أن عاينتها رفقة الوسيط المتهم على أساس أنها معدة للكراء. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المشتكية صرحت بأنها لم تكن تشك ساعتها بأن طفلها قد تعرض لأي اعتداء جنسي، قبل أن يفاجئها بكاؤه المستمر لتقرر عرضه على الأطباء بقسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل، الذين تقول إنهم أكدوا لها بأنه تعرض لاعتداء جنسي ولعملية إيلاج كاملة في مؤخرته تسببت له في جروح وتقيحات. لم يتأخر عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي للأوداية. فقد أوقفوا المشتكى به «الحسين .م»، الذي ينحدر من دوار «أولاد عكيل» بالجماعة القروية «الأوداية»، الذي قضى الليلة بالمركز المحلي للدرك الملكي، قبل أن تتم إحالته، صباح اليوم الموالي، على المركز القضائي بمقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بمدينة مراكش، الذي كلفته النيابة العامة بإجراء البحث التمهيدي في هذه القضية المثيرة للجدل. مصدر مطلع على الملف أكد ل «اليوم24» أن المشتكى به تم إطلاق سراحه، وتقرر متابعته في حالة سراح، بعد أن خلصت الخبرة الطبية التي تولى مستشفى الأم والطفل إنجازها بأن الرضيع لم يتعرض لأي اعتداء جنسي، قبل أن تعلن الأم التشبث بتصريحاتها، وتصر على إجراء خبرة جديدة تقرر المحكمة الجهة الطبية التي ستتولى القيام بها.