بلغة الأرقام، يُشكل السود الأميركيون 40 في المئة من الأشخاص غير المسلحين الذين قُتلوا برصاص الشرطة رغم أنهم لا يشكلون إلا 6 في المئة من سكان الولاياتالمتحدة. ويبين تحليل للبيانات أن احتمالات أن يُقتل الأميركي الأسود الأعزل برصاص الشرطة تزيد سبع مرات على أمريكي أبيض. وقد قُتل هذا العام حتى الآن 24 اميركيا أسود أعزل برصاص الشرطة، بمعدل واحد كل تسعة أيام، كما تبين القاعدة البيانية الخاصة بحوادث القتل بنيران الشرطة لصحيفة واشنطن بوست. وخلال فترة واحدة أمدها أسبوعان في أبريل الماضي قُتل رميا برصاص الشرطة ثلاثة اميركيين سود عزل. وسُجلت حالات إطلاق النار الثلاث كلها على الفيديو أو، في حالة واحدة، بُثت مباشرة على قناة تلفزيونية محلية. وبحسب القاعدة البيانية لصحيفة واشنطن بوست، فإن 585 شخصاً قُتلوا بنيران الشرطة حتى مساء 7 غشت. وكان غالبية القتلى من البيض وذوي الأصول اللاتينية، فيما كانت غالبيتهم العظمى على اختلاف أصولهم العرقية مسلحين حين قُتلوا. ولكن السود يشكلون 40 في المئة من الأشخاص غير المسلحين الذين قُتلوا برصاص الشرطة رغم أنهم لا يشكلون إلا 6 في المئة من سكان الولاياتالمتحدة. ويبين تحليل هذه البيانات أن احتمالات أن يُقتل الأميركي الأسود الأعزل برصاص الشرطة تزيد سبع مرات على الأميركي الأبيض. وكان آخر مثل هذه الحوادث التي راح ضحيتها أسود أعزل مقتل الطالب الجامعي كريستيان تايلور (19 عاما) في مدينة آرلنغتون بولاية تكساس يوم الجمعة، 7 غشت 2015. ويساعد هذا العدد غير المتناسب من الأميركيين السود في إحصاء الجثث على فهم استمرار الغضب بعد عام على مقتل الشاب الأسود مايكل براون في مدينة فيرغسون وسط الولاياتالمتحدة. وسبب اهتمام الأميركيين والقضاء بحوادث إطلاق نار كانت ستمر دون أن يلتفت إليها احد في السابق. وقال ناشطون إن حادثة فيرغسون كانت المنعطف الذي أدى الى وضع ممارسات الشرطة الأميركية تحت المجهر. وعملت أفلام الفيديو التي صورها مارة أو عدسات الشرطة نفسها على زعزعة الثقة بالشرطة في بعض الحالات. إذ لم توجه تهم جنائية إلا ضد ثلاثة من عناصر الشرطة حتى الآن هذا العام بعد قتلهم اميركيين سود عزل. وسُجلت الحوادث الثلاثة كلها على أشرطة فيديو. وفي حالتين كان الفيلم يناقض رواية الشرطة عما حدث. وقال البروفيسور بول بتلر من جامعة جورج تاون: "إن الشرطة كانت سياسياً فوق المحاسبة قبل حادثة فيرغسون، ولكن ما جرى في فيرغسون قلب كل الحسابات". وأضاف البروفيسور بتلر أن قوات الشرطة في كل المدن الكبيرة ستعمد إلى استخدام الكاميرات المثبتة على جسم الشرطي في غضون السنوات الخمس المقبلة. واشار الى ان هذا التطور يحدث الآن بسبب واقعة فيرغسون.