أثار العمل الأخير للمغني الشعبي عادل الميلودي "كيفاش هوما ما هضروش"، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا إلى أن الأغنية تطرقت إلى مجموعة من الأحداث التي شغلت المغاربة خلال الأيام الأخيرة الماضية، حيث انتقد المغني الشعبي من خلال أغنيته الجديدة الفلم المثير للجدل "الزين اللي فيك"، وأيضا مجموعة من الأحداث التي اعتبرها تمس "الحشمة والدين الإسلامي". وانتقد العديدون توجه الفنان المذكور لتأدية هذا النوع من الأغاني، التي جاءت متناقضة بشكل كلي مع ما اعتاد المغاربة على سماعه في أغانيه، في حين استغرب آخرون كيف لمغني شعبي "كل يشتغل في الكباريهات أن ينصب نفسه وصيا على أخلاق المغاربة". وفي دردشة ل"اليوم24″ مع الشاب عادل الميلودي، تحدث هذا الأخير عن عمله الذي أثار ضجة بين من استمعوا إليه، ورد على مجموعة من الانتقادات التي طالته. ما الذي دفعك إلى إصدار أغنيتك الأخيرة التي حملت "دروسا" للمغاربة..هل تحولت من مغني إلى "واعظ"؟ أنا "ضرني فخاطري هادشي لي واقع" فقررت الحديث باسم 99,99 في المائة من الشعب، لأن ما صنعه هؤلاء لا يرضي أحدا، ففيلم "الزين لي فيك" لا يُظهر حقيقتنا كمغاربة، ولا يمت لعادات مجتمعنا بصلة، وبحكم أني جريئ في أعمالي فإني تعودت على تقديم مجموعة من المواضيع التي لا تروقني، "لي ماعجباتنيش كنهضر عليها وما على باليش العالم". هل نعتبر أن رغبتك في العودة إلى الأضواء وإحداث ضجة كان من بين أسباب إصدار هذا العمل؟ أنا لا أحتاج إلى الأضواء والشهرة، فالجميع يعلم من يكون عادل الميلودي، حتى قبل زمن ال"فيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن حز في نفسي ما يقع في المغرب من أحداث، فوجدت نفسي مضطرا إلى إصدار " هوما لي ما هضروش" وتمويلها على نفقتي الخاصة. أما من يدّعي أني أبحث عن الأموال وراء هذه الأغنية، فأنا أقول له "هداك الله"، صرفت على العمل بأكمله دون أن تكون لي نية في الربح، وسهرت على متابعة العمل وكتابة كلماته، و"كلشي من جيبي وكلشي ديال الله". في بعض من مقاطع الأغنية، نلاحظ أنها تحمل في طياتها تحريضا على العنف وإهانة لعدد من الأشخاص؟ لم أستق كلمات أغنيتي سوى من تعليقات المغاربة وآرائهم على "فيسبوك" حول الأحداث التي شغلت الرأي العام في بلادنا، وما قمت به كان فقط تلحين هذه الأفكار وترديدها بقافية معينة وتلخصيها في ثلاث دقائق. أما أولئك الذين ينتقدون عملي، أعلم جيدا أنهم إن التقوا نبيل عيوش أو لبنى أبيضار فإنهم سيلقنوهم "الزين لي فيهم". من بين الانتقادات التي طالت عملك الأخير، أن العديدين تساءلوا كيف أنك تتغنى بالحشمة والدين وأغلب أغانيك تحمل جملا تحتوي عبارات خارجة وتغنيها في الملاهي الليلية؟ لا على الإطلاق، فأعمالي هادفة أحارب بها معاقرة الخمر، كما أغني لجميع فئات المجتمع، وأغنية "وا حيِّد الميلودي وا حيداه" وصلت إلى المغاربة أجمعين وحتى خارج الوطن، وبالمناسبة فإن الميلودي لن يتوقف عن إثارة هذه المواضيع، و"مازال عندو ما يقول"، لأننا في دولة إسلامية ونحس بالمسؤولية والغيرة على أخواتنا وبناتنا، ومن يريد اقتراف شيء فعليه ألا يجاهر به أمام الملأ. أما عن الكباريهات، فليس هناك فنان في الساحة الفنية لم يغن فيها، حتى الكبار أمثال محمد عبد الوهاب وعبد الهادي بلخياط، إضافة إلى أني أغني حول عدد من المواضيع الاجتماعية. ألم تراودك فكرة التوبة على غرار مجموعة من زملائك والابتعاد عن المجال الفني؟ "واش كاين شي حد ما كيفكرش هكا"، أعلم جيدا أن الغناء حرام وسأبتعد عن هذا المجال يوما ما، لكني راض عن نفسي لأني أؤدي فرائضي الدينية وأخاف من الله.