في سابقة، وجهت القوات الملكية المسلحة استدعاء مباشرا لجريدة "العلم"، تطلب من رئيس التحرير "الحضور شخصيا في أقرب الآجال إلى مقر المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية قصد عقد لقاء مباشر مع المسؤول عن الصحافة العسكرية"، بخصوص مقال نشرته الجريدة يتعلق بالمؤسسة العسكرية. عبد الله البقالي، مدير نشر جريدة "العلم"، الناطقة باسم حزب الاستقلال، وصف، في حديث مع "اليوم 24″، رسالة الجنرال بوشعيب عروب بأنها "غريبة" واستعملت "عبارات الأمر"، مضيفا: "تناقشنا هل نذهب للقاء أم لا؟ وفي الأخير قلنا ربما سيمنحوننا بيانا أو يقدمون معطيات أو توضيحا، لذلك قررنا التجاوب الإيجابي". وعن دواعي الاستدعاء، قال البقالي إن الجريدة التي يتولى إدارتها نشرت مقالا تتساءل فيه: "كيف يمكن أن تجرى مباراة للطب العسكري قبل إعلان نتائج الباكالوريا؟ علما أنه من شروط اجتياز المباراة الحصول على باكالوريا 2015، التي لم تعلن إلا في 24 من بيونيو، في الوقت الذي أجريت المباراة في 21 يونيو، أي قبل ثلاثة أيام. ونحن في مقالنا تساءلنا: كيف يحصل هذا؟ ولأية أهداف؟". وأوضح المتحدث أنه عند زيارة رئيس التحرير لمقر المفتشية العامة قالوا له إن الامتحان أجري بعد الباكالوريا، "ونحن نقول إنه أجري قبل إعلان النتائج.. فالباكالوريا بدأت من التاسع يونيو ولم تنته إلا في 24 منه تاريخ إعلان النتائج، لهذا نرفض اللعب على المصطلحات والتواريخ". وكشف البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن رئيس تحرير "العلم" ذهب إلى مقر المفتشية واستقبله المسؤول عن الإعلام في المؤسسة العسكرية، "وكان رجلا مؤدبا ولبقا ويقدم التوضيحات بهدوء، لكن دخل رئيس ديوان الجنرال عروب وشرع في تهديدنا بالقضاء، وبأن ما نشرناه فيه مساس بالمؤسسة العسكرية، وهذا أمر نرفضه"، قبل أن يشدد: "نحن لم نكن ملزمين أصلا بالذهاب، ولا يوجد من يهددنا لا من داخل المؤسسة العسكرية ولا من خارجها، وما حدث اختلال في التدبير، لأنه ليس من حقهم إجراء مباراة دون أن يستفيد منها أبناء المغاربة على السواء من خلال انتظار ظهور النتائج". ونوه مدير نشر "العلم" إلى أنه "ليس من حق الجنرال عروب أن يوجه رسالة مكتوبة إلى صحفي يطلب منه "الحضور شخصيا وفي أقرب الآجال".. يظهر لي أن هذه سابقة أن يبعث مسؤول سام في الجيش رسالة إلى صحفي يطلب منه الحضور وكأنه الضابطة القضائية"، موضحا: "لقد استعمل معنا لغة عسكرية وداكشي ديال الانضباط.. ومع ذلك تجاوزنا الأمر، وقلنا ربما هي اللغة التي تستعملها المؤسسة"، قبل أن يعبر عن ندمه للتجاوب إيجابيا، "ولو علمت أن مدير ديوانه كان سيتصرف كما تصرف لأجبت عروب برسالة شديدة اللهجة احتجاجا على رسالته"، يقول القيادي الاستقلالي. وختم البقالي تصريحه للموقع بقوله: "مسؤوليتي كمدير نشر استدعت تحرير افتتاحية في الجريدة، وإن أرادوا اللجوء إلى القضاء فمرحبا، نحن نملك المعطيات المؤكدة بخصوص من نشرناه، ونملك لوائح التلاميذ الذين اجتازوا المباراة، والتلاميذ الذين لم ينادى عليهم.. كما أننا نميز بين احترامنا للمؤسسة العسكرية وبين التنبيه للاختلالات التي يمكن أن تحصل داخلها".