ما تزال تداعيات تداول شريط فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي على أنه حفل زواج ليوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من مغربية تصغره بثلاثين سنة، بحضور أعضاء من العدالة والتنمية مستمرة، فبعد أن عبر الشاعر صلاح الوديع عن امتعاضه من هذه الأمر وكتابته لمقال ينتقده فيه، خرج مصطفى بابا، الكاتب السابق لشبيبة العدالة والتنمية ليرد على القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الصدد، نشر بابا تدوينة مطولة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ينتقد فيها مقال الوديع الذي عنونه ب"أوقفوا أعراس الذل والعبودية"، مؤكدا أن المثقفين الحقيقيين "يجب أن يكتبوا بعد لحظات تأمل طويلة، لهذا كلماتهم تعيش بيننا عمرا طويلا، ويحفظها التاريخ للأجيال التي تأتي من بعد، في ما أشباه المثقفين فكتاباتهم المتسرعة ليست سوى أداة للامتطاء نحو المناصب والمكاسب". هذا إلى جانب كون المثقف "حاملا لمشروع فكري قد نختلف مع مشروعه لكننا لا نملك إلا أن نحترمه، لأنه يعبر عن أفكاره بقوة لكنها ممزوجة بالصدق وموضوعة بأدب واحترام، وهو لا يكتب فقط لعشيرته و حزبه بل يكتب للجميع و يسعى لإقناع الجميع بأفكاره ومواقفه ورؤاه"، معتبرا أن الوديع لا يمتلكه عقب كتابته لمقاله حول زواج القرضاوي. وأكد بابا في نفس التدوينة أن شريط الفيديو مثار الجدل هو "لحفل استقبال ضيوف الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية بفندق الدالية بمدينة مكناس والذي كان سنة 2006 "، مشددا على أن القرضاوي جاء لهذا الملتقى رفقة زوجته الجزائرية ليشارك فيه بمحاضرة نظمت بقاعة عمومية وحضرها الآلاف، وأن "زواجه بالمغربية كان سنة 2012، ولم يحضره لسوء حظك أي واحد من التيار الذي تكرهه"، يقول الكاتب الوطني السابق لشبيبة البيجيدي. إلى ذلك، عاب بابا على الوديع "عدم تكليفه لنفسه عناء الاتصال " بأعضاء البيجيدي " قبل الهجوم عليهم واتهامهم بالباطل"، مخاطبا الوديع "المقرف والمخزي هو دفاعك عن حق الذكر بالزواج من ذكر وحق الأنثى بالزواج من أنثى، ودفاعك عن العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، ودفاعك عن قتل الأجنة في بطون أمهاتهم وهجومك بالمقابل على من يسعون للحلال ويرفضون الانخراط معكم في غيكم وضلالكم"، ما اعتبره نفس المتحدث "كيلا بمكيالين" ذلك بالتسامح في ما يتعلق ب"زواج عصيد بورقة عرفية ويترك حبيبته مدمرة محطمة بعد أن قضى منها وطرا، ولا ضير أن تتزوج فنانة مشهورة عجوزة من شاب صغير وقع في حبها "عفوا في مالها"، فتلك حرية والحب لا عمر له، لكن يصبح الأمر جريمة عندما يتزوج من يختلف معك في الأفكار بامرأة راشدة واعية مدركة لسلوكها، ويصبح جريمة نكراء عندما تختار شابة تختلف معك شريكا لها بحثا عن المال أو الشهرة أو الجاه، فتنسى كل خطاباتك عن الحرية والحق في الاختيار"، مطالبا على هذا الأساس الشاعر المعروف بالاعتراف بخطئه والاعتذار عن ما كتبه في مقاله.