كشف حساب "كريس كولمان" على "تويتر"، وهو الحساب الذي سبق أن نشر العديد من الإيميلات السرية لمسؤولين في الدولة، خصوصا في وزارة الخارجية، رسالة بعثها ميشيل عون، رئيس "حزب التيار الوطني الحر"، وهو زعيم ماروني لبناني، إلى الملك محمد السادس، تطلب منه التدخل لحل الأزمة اللبنانية، التي لاتزال تعاني من شغور منصب الرئيس بعد عشرات التأجيلات لجلسات مجلس النواب المخول له انتخاب الرئيس. واعتبر عون، في رسالته المؤرخة ب10 يوليوز 2014، أنه لم يتم تطبيق اتفاق الطائف بشكل كامل وسليم، وهو اتفاق أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وجرى التوقيع عليه في 30 شتنبر 1989، وشارك الملك الراحل الحسن الثاني في التوصل إليه وفي صياغته، وكذا التوقيع عليه، إذ كان ضمن لجنة ثلاثية ضمت كذلك العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، والرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد. وقد خاطب عون الملك بصفته "الوريث الضامن لتنفيذ قرارات اتفاق الطائف"، طالبا مساعدته لتنفيذ كافة بنوده. واشتكى الزعيم المسيحي لمحمد السادس من أن "الذين تولوا الحكم منذ بداية السبعينيات لم ينفذوا القسم الأكبر من الاتفاق، واكتفوا ببعضها، كنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، وإقرار قوانين انتخابية تخالف نصوص الاتفاق، وروحه منتقصة من حق المسيحيين في التمثيل الصحيح، حيث انتخب غالبية النواب المسيحيين من غير المسيحيين، مما انعكس سلبا في مختلف القطاعات والعلاقات بين مكونات الشعب اللبناني". وفي تعليق لسفارة المغرب في لبنان على الرسالة، كاتبت مديرية التشريفات لتؤكد أن عون يتوفر على أهم كتلة نيابية مسيحية في البرلمان، وأنه عارض الاتفاق في حينه، وأن رسالته لا يمكن فصلها عن مبادرة أطلقها ووصفها بالإنقاذية، بعدما لم يتمكن من توفير دعم طوائف لبنان له كمرشح توافقي ودخول الجمهورية في حالة شغور في منصب الرئاسة. وعرضت السفارة أهم بنود المبادرة، بينها إجراء تعديل دستوري محدود يسمح بانتخاب الرئيس الماروني مباشرة من المسيحيين في دور أول، ثم في دورة ثانية يصوت فيها الشعب كله في انتخابات محصورة بين الفائزين الأول والثاني. وقالت رسالة السفارة إن المبادرة لقيت معارضة من أغلب الكتل النيابية، على اعتبار أنه سيحول لبنان إلى "كانتونات". ومن بين الرافضين، بحسب رسالة السفارة المغربية، تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب، فيما لم يبد حزب الله، حليف ميشيل عون، و"حركة أمل" الشيعيين أي حماس تجاهها.