بعد إقدام السلطات المحلية في مدينة طنجة على إخلاء أعداد من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من شقق بحي العرفان، خرج مجموعة من الحقوقيين لينددوا بهذه العملية، معتبرين أنها تنبني على خلفيات "عنصرية". وفي هذا الصدد، ندد التجمع لمناهضة العنصرية والدفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين "GADEM" بما اعتبره "استهدافا لذوي البشرة السوداء" في عملية إخلاء شقق حي العرفان بطنجة، وذلك بتركيز السلطات على أن عملية الإخلاء همت "أجانب من دول جنوب الصحراء الذين اقتحموا واحتلوا بصفة غير قانونية شققا في ملكية آخرين"، حيث تساءلت الجمعية عما إذا كان "الاحتلال غير القانوني للشقق هو من اختصاص السود الأجانب فقط". وتابعت "GADEM" متسائلة عما إذا لم يكن يوجد ضمن المرحلين "أشخاص يمتلكون عقود كراء أو على الأقل يؤدون الواجب الشهري للكراء رغم عدم التوفر على عقد كما هو متعارف عليه وجاري به العمل في المغرب؟"، مؤكدة في هذا السياق أنها توصلت إلى حالة إحدى العائلات التي تم ترحيلها رغم توفرها على عقد كراء، وذلك "فقط بطلب من الجيران". وتبعا لذلك، عبر التجمع لمناهضة العنصرية والدفاع عن حقوق الأجانب عن "تخوفه" مما اعتبره " تنامي أجواء التعصب والكراهية تجاه ذوي البشرة السوداء الأجانب" وعن قلقه من "الطابع العنصري وغير القانوني لعمليات الترحيل" التي عرفتها شقق حي العرفان. وأكد المصدر ذاته، أنه كان حريا اتباع تدابير قانونية في عمليات الإخلاء، بحيث يبادر كل مالك شقة إلى إجراء قانوني فردي، مشددا في الوقت نفسه على عدم توفر المحتلين على أي حق لاستغلال الشقق، إلا أن ذلك لا يعني اللجوء مباشرة إلى الإخلاء ف"على المالك أن يتوجه إلى قاض مدني، الذي له وحده صلاحية الأمر بالإخلاء، ويجب إعلام المحتل بالقرار، وفي حال عدم تنفيذ هذا الأخير للقرار طواعية يمكن للمالك في هذه الحالة أن يطلب من وكيل الملك تدخل القوّات العمومية"، وهي الإجراءات التي شككت "GADEM" في اتباعها، خصوصا أنه "تم منح فقط مهلة 24 ساعة لجميع المهاجرين الجنوب صحراويين لإخلاء الشقق قبل ترحيلهم بالقوة". ومن جهته، أكد مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية أمس الخميس، أن عملية إفراغ شقق حي بوخالف تمت بطريقة "إنسانية وناجحة ولقيت تقديرات من طرف السكان"، مبرزا أن عملية الإخلاء عرفت حجز قوارب مطاطية ومحركات ومجادف تستعمل خلال عمليات الهجرة السرية. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، أول أمس الأربعاء، أن عملية إخلاء الشقق التي يحتلها المهاجرون المنحدرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بشكل "غير قانوني" بحي العرفان بمدينة طنجة، أسفرت عن إخلاء 85 شقة من محتليها، وذلك بعد أن تم إشعارهم سابقا من طرف السلطات المحلية لولاية طنجة بضرورة الإخلاء.