مع مرور كل يوم تقترب اليونان من خبر إعلان إفلاسها بسبب إيقاف حزمة المساعدات الاوروبية والدولية عليها. والآن، يشكو المواطنون اليونانيون من أوضاع الفقر واليأس والحاجة. فهل بات مهد الديمقراطية موقعا للجمعيات الخيرية؟ هبط النمساوي إرفين شرومف في ميناء مدينة باتراس ووراءه أربع حافلات صغيرة محملة بسبعة أطنان من المساعدات الإنسانية، والتي تشمل أدوية ومعدات طبية، حيث سيتم إيصالها إلى 18 عيادة ومستشفى ومركز لتأهيل المعاقين حركياً وملجأ للأيتام في أنحاء اليونان. هذه المساعدات حصل عليها شرومف عبر تبرعات جمعها في مدينته زالسبورغ النمساوية. بحسب شرومف، فإن ما جعله يجمع هذه التبرعات هو أحد التقارير الذي بثته القناة الألمانية الأولى (إيه آر دي) حول الأوضاع المتردية في المستشفيات اليونانية عام 2012. ومنذ ذلك الوقت قام المواطن النمساوي ب32 رحلة إلى هناك، وزود اليونان بأطنان كثيرة من المساعدات التي تبرعت بها شركات دوائية نمساوية وألمانية. ويقول إرفين شرومف لDW: "نقوم بذلك منذ عامين ونصف عام، ولكن الوضع الآن أصبح أسوأ من أي وقت مضى. فالشوارع والطرق السريعة فارغة، والناس يشعرون بتوتر كبير. ونادراً ما نرى أحداً يبتسم. يكاد الطعام ينفد في المستشفيات ودور الأيتام، إنه أمر جنوني. مساعدات على نطاق أوسع وإذا ما أعلنت اليونان إفلاسها رسمياً، فإن شرومف يتوقع أن تحل بالبلاد كارثة إنسانية. فهل يعني ذلك أن اليونان أصبحت بحاجة إلى مجهودات أكبر من المبادرات الشخصية، كتلك التي يقوم بها إرفين شرومف؟ نائب المستشارة الألمانية، زيغمار غابرييل كان قد تعهد بتقديم "مساعدات إنسانية واسعة النطاق" في حال عدم قدرة أثينا على سداد مستحقاتها المالية، حيث صرح: "نحن كأوروبيين لن نترك الشعب اليوناني في مأزق". وحسب الخبراء فإن النظام الصحي في البلاد هو الأكثر حاجة إلى المساعدات والتطوير. في ألمانيا، تقوم وزارة الخارجية بتنسيق جهود المساعدات الإنسانية في الخارج، ورغم أنها لا تنفق الأموال بنفسها، إلا أنها تقوم بدعم ما تعتبره "مشاريع وبرامج إغاثة مناسبة وتابعة للمنظمات الإنسانية المنضوية تحت مظلة الأممالمتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر". في عام 2014 فقط، أنفقت الحكومة الألمانية نحو 437 مليون يورو على مثل تلك المشاريع، خاصة في مناطق الصراع بسوريا والعراق وأوكرانيا وجنوب السودان، بالإضافة إلى المناطق التي ضربها فيروس إيبولا في غرب أفريقيا. استعدادات غير كافية لمواجهة الكارثة حتى الآن لا يبدو أن الوزارة تمتلك خططاً عملية لدعم مشاريع إغاثة في اليونان، إذ لا يُعرف ما إذا كان بالإمكان تجنب إفلاس اليونان أو الاعلان عن ذلك. ولأن مناطق الصراع الأخرى بحاجة إلى مساعدات عاجلة حاليا، فإن اليونان لا تحتل في الوقت الراهن كمانة الأولوية في موضوع المساعدات الإنسانية، سواءً لدى الهيئات الحكومية أو منظمات الإغاثة الدولية، مثل لجنة الصليب الأحمر الألماني. حول ذلك، تقول الناطقة باسم اللجنة: "نحن ننشط فقط في حال قيام مؤسسة شريكة لنا بطلب المساعدة هناك، مثلا من طرف الصليب الأحمر اليوناني … ولكن طلب المساعدة هذا لم يرسل حتى الآن إلى الفدرالية الدولية لاتحادات الصليب الأحمر". وبالرغم من ذلك، يبدو أن المؤسسات الخيرية التابعة للكنيسة البروتستانتية قد جهزت نفسها تحسباً لكارثة إنسانية محتملة في اليونان، ذلك أن مكتب شماس ولاية بادن فوتمبرغ يقوم حالياً بدعم عدة مشاريع إغاثة في اليونان، مثل موائد طعام للفقراء والمحتاجين. اهتمام مكتب شماس الولاية الألمانية باليونان يعود إلى الروابط الوثيقة القائمة بين موظفيه من أصول يونانية وموطنهم الأصلي، كما يقول مدير المكتب، رئيس المجلس الكنسي ديتر كاوفمان، الذي يوضح قائلا: "سنعمل بكل تأكيد على توسيع مشاريعنا هناك، لأن الحاجة إليها كبيرة وتزداد كل يوم". هذا وتشير التقديرات إلى أن أربعة ملايين يوناني مهددون بالفقر في حالة إعلان أثينا إفلاسها، وهو أمر لا يمكن لأوروبا تجاهله، بحسب النمساوي إرفين شرومف، الذي يطالب بمساعدات عاجلة إلى هناك، لاسيما لدار تأهيل المعاقين حركياً في مدينة باتراس، حيث يوجد فيها 66 طفلاً يعتمدون على المواد الغذائية التي يتبرع بها الناس لهم. الآن نفذت ميزانية إدارة الدار، فلم يعد lمن الممكنشراء شراء المواد الغذائية الضرورية."..