تحقق الشرطة القضائية بطنجة حاليا في قضية «وفاة غامضة» لفتاة عشرينية، 23 سنة، داخل أحد الملاهي الليلية الذي يقع ب «كورنيش» المدينة. الحادثة وقعت ليلة السبت المنصرم، إذ كانت الفتاة جالسة داخل الملهى رفقة زميلاتها، يتعاطين مشروب «الشيشا» وفق بعض الشهادات، قبل أن يغمى على الهالكة، وسط صخب الموسيقى، ليتم استدعاء الإسعاف لنقلها إلى المستشفى. روايات كثيرة خرجت من داخل الملهى حول ظروف وملابسات وفاة هذه الشابة التي تتحدر من مدينة الخميسات، من بينها أن الفتاة تناولت جرعة زائدة من المخدرات القوية تسببت في توقف قلبها عن العمل، منها أيضا أن الفتاة كانت ثملة، وقامت بخلط مشروب الكحول مع مشروب آخر، وهو «ريدبول»، وهو ما أثر على دقات قلبها التي ارتفعت بشكل سريع وتسبب لها ذلك في حالة إغماء. وإلى حدود كتابة هذه السطور، لم تخضع الهالكة الموجودة بالمشرحة الطبية لعملية تشريح جثتها لمعرفة الأسباب الحقيقة التي أدت إلى وفاتها. وكان الوكيل العام بطنجة قد أمر بتشريح الجثة، كما طلب من الشرطة القضائية فتح تحقيق معمق لمعرفة ملابسات هذه الوفاة. الشرطة القضائية من جهتها استمعت إلى عدد من الشهود، لاسيما رفيقات الهالكة اللواتي كن إلى جانبها لحظة إغمائها. وكانت أحاديث من داخل الملهى تشير إلى احتمال أن تكون الفتاة تعرضت للقتل من خلال وضع سموم داخل كأسها، إلا أن مصدرا أمنيا نفى ذلك، وقال إن التحريات الأولية حول هذه الحادثة تؤكد أن الوفاة لم تكن بفعل فاعل، مؤكدا أن التشريح الطبي من شأنه أن يوضح الصورة، ويرفع الملابسات حول وفاة هذه الفتاة. بالمقابل، ورغم أن عناصر الأمن تقوم من حين لآخر بعملية مداهمة لهذا الملهى الليلي، إلا أن تجارة المخدرات القوية لا تزال مستمرة بمحيطه وداخله، كما أنه وفق شهود عيان يتوافدون على الملهى فإن الحراس لا يحقق في هويات الفتيات، ذلك أن أغلبهن قاصرات، وبالتالي يعتبرهن ممنوعات من الدخول. هذا، ومن المتوقع أن تتخذ إجراءات قانونية في حق هذا الملهى، لاسيما إذا تبين أن الفتاة المتوفية ماتت بسبب جرعات زائدة من المخدرات، إذ سيجر مسيرو الملهى للتحقيق حول السماح للزبناء بتعاطي المخدرات داخل الملهى.