تستغل الفنانة لطيفة أحرار «الحاوية» لتجعل هذا الفضاء الهامشي فضاء للمسرح والفرجة، وتنقله من اعتباره فضاء لحمل السلع و«الحريگ» إلى فضاء للحياة والتعبيرات الفنية قالت الفنانة لطيفة أحرار «إن المدرسة تحتاج أن تعيد لها الدولة المسرح كممارسة، حتى يتجاوز الطفل فكر «الحشومة والعيب» والخجل، وينشأ متصالحا مع جسده ونطقه. فالمسرح في المدرسة المغربية موجود لكن، فقط، كأدب مسطر في الكتب، لم يجد بعد طريقه الصحيح إلى الممارسة كما هو الشأن بالنسبة للرياضة التي كانت، قبلا، المدارس أرضية لاكتشاف أبطالها». أحرار، في حديث لها مع « اليوم24»، بمناسبة افتتاح فرقتها «مسرح الأصدقاء» الموسمَ الثقافي 2013/2014 بفضاء Cont'N'Art، أضافت، ارتباطا بالسياق سالف الذكر، بأن الفنانين والدولة «كيف كيف، في تقاسم الواجبات، تجاه المجتمع، ومن يستطيع فعل شيء عليه أن يفعل. لذلك فنحن في «مسرح الأصدقاء» دائما إيجابيون، نطرق باب الدولة، إن أعطتنا فهو كذلك وإن لم تفعل فلا نتردد في أن نشتغل، فالمهم أن نسعى بما لدينا من إبداع لتطهير هذا الشارع المليء بالممارسات السلبية، وملئه، بصفتنا فنانين، بممارسات أخرى مبدعة، نكرس من خلالها ثقافة الفن للجميع وإن كان ذلك داخل حاويات نقل البضائع»، مضيفة «أن ذلك كله من أجل إعطاء فرصة لإبراز مواهب الشباب، بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، المتوفرون على طاقات إبداعية، والذين لا يجدون مكانا لإبرازها». وتفتتح، بعد يومين، بحضور شخصيات بارزة من عالم السياسة والفن والرياضة، بينها وزير الثقافة محمد الصبيحي، ووزير الرياضة والشباب، محمد أوزين (تفتتح) جمعية «مسرح الأصدقاء» للفنانة لطيفة أحرار الموسمَ الثقافي 2013/2014 لفضاء Cont'N'Art، الذي سيمتد مابين 24 و26 من الشهر الجاري، بفضاء Cont'N'Art بساحة باب الأحد بالرباط. وعن هذه المبادرة الرائدة على المستوى العربي، تقول لطيفة إن الافتتاح الرسمي لهذا الفضاء الهامشي وهو الحاوية، هذا الموسم، هو سعي إلى تكريس نقله من كونه فضاء لحمل السلع و»الحريك» إلى فضاء للحياة والتعابير الفنية، خاصة وأن ميزته الأساس هي قربه من جميع شرائح الشعب، على اعتبار أن دمقرطة الثقافة تمر عبر جميع فئات المجتمع. وزير الشباب والرياضة الذي سيحضر الافتتاح المذكور، عقد مع «مسرح الأصدقاء» شراكة من أجل تكوين 180 شابا وشابة عبر جهات المملكة، حسب ما أدلت به أحرار في حديث لها مع « اليوم24» وفي هذا السياق اعتبرت الفنانة «أن هدف هذه الشراكة يتماشى وهدف الخطاب الملكي الذي أفرد جزءا منه للحديث عن الواقع الهش للتعليم، الذي لا تستثنى منه التربية الفنية، إذ سنكوّن من خلال هذه الشراكة 30 شابا وشابة من كل جهة من الجهات ال16 للمملكة»، وذلك «من خلال تلقينهم كيفية التعامل مع الفضاء إخراجا وتأليفا وعبر الارتجال، وغيره من الفنون المسرحية، في مؤسسات خاصة بوزارة الشباب والرياضة، حيث سيستفيد هؤلاء الطلبة من تجربة وخبرات الفنانين الذين تعاقدت معهم جمعية «أصدقاء المسرح»، تزيد أحرار. هذا التكوين، المهتم بالشق الفني الثقافي، تضيف لطيفة أحرار، من شأنه فتح أذهان الشباب على آفاق يمكن ولوجها من قبلهم لصقل مواهبهم، واستثمارها، كبدائل عن الجامعات التقليدية، التي يتجه صوبها التلاميذ، دون أن يتيح بعضها فرصا للشغل مستقبلا، ومنها معاهد مختصة في السينما وفي الرسم وفي المسرح وغيرها من الفنون. وتعتبر الفنانة أحرار أن من وراء تكوين هؤلاء الشباب، أيضا، «التمكن من تكوين شباب آخرين، في جهاتهم، وهو ما سيوفر لنا استمرارية التربية على الذوق الفني، وفتح آفاق للاشتغال، بتنمية المواهب في اتجاه أن تكون وظائف مستقبلية قد لا تتحقق بدونها». جدير بالإشارة أن التظاهرة، التي ستمتد على مدى ثلاثة أيام بالعاصمة، والتي تستقطب جمهورا أكبر من الجمهور الذي يلج المنشآت المسرحية، ستحييها نخبة من الفنانات والفنانين الشباب المحترفين من خلال برنامج متنوع في مجالي المسرح والموسيقى بشراكة مع جمعية «أون كور».