خصصت جماهير برشلونة استقبالا خاصا للاعب تشافي وذلك قبل اللقاء الذي يجمع حاليا بين فريقها وديبورتيفو لاكورنيا لحساب الجولة الاخيرة من الدوري الاسباني. وأعلن تشافي عن نهاية ارتباطه ببرشلونة بنهاية الموسم الكروي، وذلك بعدما قاد البارصا للفوز بالدوري المحلي. وسيظل تشافي في ذاكرة برشلونة الى الأبد، كونه قطعة أساسية في أفضل جيل على مر تاريخ النادي، فضلا عن إنجازاته الأسطورية مع منتخب إسبانيا. ويتجه تشافي، وهو في ال35 من عمره، الى قطر بطموحات مختلفة، فبعيدا عن رغبته في إجادة اللغة الإنجليزية، يأمل في بدء مشواره في عالم التدريب، وربما يحالفه الحظ في قيادة المنتخب العربي في مونديال 2022 الذي سيلعب على أرضه. ويضم تشافي في خزانة بطولاته 23 لقبا مع البرسا وثلاثة مع المنتخب، ليتصدر لائحة اللاعبين الأكثر تتويجا ببطولات على مستوى العالم. واستهل تشافي مشواره في قطاع الناشئين ببرشلونة، وكان ضمن فريق الشباب الذي صعد لدوري الدرجة الثانية في إسبانيا موسم 1997-1998 ، حتى منحه المدرب الهولندي لويس فان غال الفرصة للالتحاق بالفريق الأول. دفع فان غال بتشافي لأول مرة امام ريال مايوركا في مباراة السوبر الإسباني، وربح الرهان بتسجيله هدفا امام ريال مايوركا، لكن البرسا خسر بهدفين. ورد تشافي الجميل لفان غال، فبعدما كان مهددا بالإقالة في موسم 1998-1999 سجل هدفا برأسه في شباك بلد الوليد أنقذ رقبة مدربه، بل ساهم في التتويج بلقب الليغا. وظلت المقارنات قائمة بين تشافي والأسطورة بيب غوارديولا في قيادة وسط الفريق، لكنه كان قريبا من الانتقال لميلان الإيطالي بعد فوزه مع منتخب إسبانيا بمونديال الشباب تحت 20 عاما عام 1999. وكان السبب في رفض العرض المغري ماديا لميلان "أم تشافي" ماريا كريوس، التي هددت والده بالطلاق في حال سمح له بالاحتراف في إيطاليا. ومرت السنوات ولم يعد تشافي يقارن بغوارديولا، بل فتن العالم بموهبته الخاصة والفريدة من نوعها في وسط الملعب، خاصة في عهد المدرب الهولندي فرانك ريكارد، وصار خير إمداد بالتمريرات الحاسمة للبرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو.غ لسوء الحظ لم يشهد تشافي فرحة التتويج بتشامبيونز 2006 ، الثانية في تاريخ برشلونة بعد إنجاز 1992 ، بسبب الإصابة، لكن كرمته كرة القدم لاحقا في 2009 بعدما لعب دورا محوريا في حصد اللقب في روما. وكان تشافي حلقة ذهبية في أفضل جيل في تاريخ برشلونة مع المدرب بيب غوارديولا، بالتزامن مع قيادته لمنتخب إسبانيا لأعظم إنجازات على مر العصور، متجسدة في ثلاثية (يورو 2008 – مونديال 2010 – يورو 2012) وقبلها فضية أوليمبياد سيدني 2000. شكل تشافي طرفا ضمن الثلاثي الأسطوري بجانب ميسي وإنييستا، وحققوا سويا "السداسية" التاريخية في موسم واحد. واستحق "المايسترو" الترشح للكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم ثلاث مرات في 2009 و2010 و2011، لكن لم يحالفه الحظ امام زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي. وحتى بعد تقدمه في العمر، وتزايد الضغوط لترحيله عن البرسا في الصيف الماضي مع وصول المدرب لويس إنريكي، فضّل تشافي البقاء وتمديد عمره بقميص البرسا، ليشارك في 40 مباراة هذا الموسم، نصفها كأساسي رغم انتزاع الكرواتي إيفان راكيتيتش لمركزه. وبعد ضمان لقب الليغا وانهمار دموعه في ملعب فيسنتي كالديرون عقب الفوز على أتلتيكو مدريد، يتحضر أنصار البرسا وزملاء تشافي لمراسم وداع أسطورية تليق بأحد أعظم لاعبي النادي خلال مباراة ديبورتيفو لاكورونيا الأخيرة بالدوري هذا الموسم على عشب كامب نو. صاحب اللمسات السحرية وأحد أذكى العقول الكروية سيدخر ذكائه لمقاعد المدربين في أقرب فرصة، لكنه يطمح لإنهاء مشواره بالظفر باللقب 25 له مع البرسا حال فوزه على أثلتيك بلباو في نهائي كأس الملك، وعلى يوفنتوس الإيطالي في نهائي دوري الأبطال.