انتهت أطوار المحاكمة المراطونية لمرتكب احدى أبشع الجرائم التي شهدتها مدينة القصر الكبير على الإطلاق، بإدانة رب الأسرة المعني بالسجن مدى الحياة، بعدما أقدم على اقتراف جريمته على طريق أفلام الرعب والانتقام، دون رحمة أو شفقة، حيث عمد إلى إحراق زوجته وأم أبنائه، الى ان التهمت ألسنة النيران كل جسدها، ما أدى إلى تفحم جثتها. وأدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، مساء الخميس المنصرم، رب أسرة "رشيد.ب" يبلغ 33 عاما، بالسجن "المؤبد" وغرامة مالية بلغت 20 مليون سنتيم لفائدة المطالبين بالحق المدني، بعدما وجهت إليه تهمة ثقيلة تتعلق ب"إضرام النار عمدا في بيت الزوجية وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر". وتعود تفاصيل أبشع جريمة اهتزت لها ساكنة القصر الكبير، إلى ال 21 من يناير الماضي، حين لقيت "أنيسة.ع" عن عمر يناهز 30 سنة، حتفها وسط ألسنة النيران التي اندلعت داخل منزلها، الكائن بتجزئة المزوري بحومة المناكيب، في الوقت الذي سارع الأب إلى إنقاذ أبنائهما، ما أثار شكوكا حول ضلوعه في مقتلها، خصوصا بعدما عطل هاتفه النقال واختفى عن الأنظار مباشرة بعد تفحم جثة زوجته. وحامت شكوك المحققين حول تورط الزوج في مصرع زوجته، حيث شددوا الخناق عليه، خصوصا بعدما علموا بتوتر العلاقة الزوجية بينهما، ليؤكد الابن البكر الذي يبلغ حوالي 12 عاما، أثناء الاستماع إليه، أن والده من أضرم النار في المنزل، وأيقظه هو وإخوانه الثلاثة، ثم سارع إلى إخراجهم من المنزل قبل أن تندلع النيران، ليغلق الباب بعد ذلك في وجه والدته، تاركا إياها في مواجهة ألسنة النيران، حيث كانت تصرخ وهي تطلب النجدة دون أن يقدم لها يد المساعدة، حتى تحولت إلى جثة متفحمة. وتبين من خلال التحقيق مع أفراد عائلتي الزوجين أن الجاني كان يضغط على زوجته كي تسمح له بالزواج من امرأة ثانية، وهو ما كانت تصر على رفضه، ليفكر في تطليقها، لكن بعد قيامه باستشارة قانونية أدرك أن الأمر سيكلفه مبالغ مالية مهمة، ليلجأ إلى إساءة معاملتها لإرغامها على طلب الطلاق، حيث تحولت حياتهما إلى جحيم، ففكر في التخلص منها، حيث تبين للمحكمة بأن الزوج عمد إلى إضرام النار في بيت الزوجية، ثم أغلق الباب على زوجته مانعا إياها من الفرار انتقاما منها، حيث تركها تصارع الموت وسط ألسنة النيران، كي يزيحها من طريقه لأنها كانت ترفض زواجه من امرأة أخرى، ولكي يتسنى له إتمام مشروع زواجه الثاني كما يحلو له.