قرر والدا رضيعة مغربية حديثة الولادة في إيطاليا، التبرع بأعضائها بعدما توفيت على إثر إصابتها بنزيف دماغي. وكانت الرضيعة قد رأت النور قبل ثلاثة أشهر من الآن، وأُصيبت في حادثة سير تعرضت لها العائلة، يوم 5 ماي الجاري، حين إصطدمت سيارة العائلة بحافلة للنقل العمومي بمدينة "مولينيلا" شمال إيطاليا. وعلى الرغم من كون الرضيعة كانت مربوطة بحزام السلامة الخاص بها في المقعد الخلفي، إلا أن قوة الإصطدام دفع بها بقوة لترتطم مع المقاعد الأمامية، حدث ذلك بعد أن توقف والدها فجأة بسيارته لإعطاء الأسبقية لدرّاجٍ كان يهم بالمرور، إلا أن سائق الحافلة لم ينتبه إلى توقف سيارة المهاجر المغربي ليصدمها بقوة. وكانت المولودة، قد نُقلت إلى المستشفى بمكان إقامة العائلة في مدينة "أرجينتا" التابعة لإقليم "فيرارا"، قبل أن يقرر الأطباء نقلها إلى مستشفى "ميير" المتخصص في مدينة فلورنس نظرا إلى حالتها الخطيرة. غير أن مجهودات الأطباء لم تفلح في إنقاذ حياتها، إذ أعلن الأطباء وفاتها دماغيا، ليلة السبت الأحد، وعلى إثر ذلك أعطى والداها موافقتهما على التبرع بأعضائها لفائدة مرضى آخرين ينتظرون متبرعين لكي ينقدوا حياتهم. وتعتبر إيطاليا من الدول الأولى عالميا من حيث عدد المتبرعين بالأعضاء، وعدد عمليات الزرع، فخلال عام 2014 أجريت 3037 عملية زرع عضو مجزأة كما يلي: 1586 عملية زرع كِلي، و1056 تتعلق بالكبد، و226 عملية زرع القلب، و226 بنكرياس، و126 عملية زرع الرئتين. وبالمقابل لا تزال ثقافة التبرع بالأعضاء في المغرب غير متجدرة، إذ إن عدد عمليات الزرع في هذا الباب تبقى جد متواضعة.