اهتز دوار بني صلاح بالجماعة القروية الزيتون بإقليم تطوان، ليلة الخميس/ الجمعة، على وقع جريمة شنعاء، حيث لفظت سيدة في عقدها الرابع، أنفاسها الأخيرة بين يدي فقيه ادعى أنه سيخرج الجن من جسدها. وبدأت القصة عندما أقنع الزوج زوجته بأن هناك فقيها قادرا على تخليصها من الجن الذي يسكن جسدها ويعذبها باستمرار، بينما الضحية كانت في الحقيقة تعاني من اضطرابات نفسية حادة. ووفق مصادر مطلعة، فقد تحولت "ارحيمو منصور" إلى جثة هامدة، تاركة ثمانية أطفال، أكبرهم يبلغ 17 عاما، بينما أصغرهم لا يزال رضيعا لم يتعد بعد شهره الثاني، بعدما ظلت تصرخ لوقت طويل من جراء التعذيب الذي كانت تتعرض له على يد الفقيه الذي تم إحضاره رفقة أربعة أشخاص آخرين، حوالي الساعة الواحدة من ليلة الخميس/ الجمعة الماضية. وتم في البداية تكبيل المرأة من يديها ورجليها، قبل أن يشرع الفقيه في ضربها ورفسها بمناطق مختلفة من جسدها وهو يتلو آيات من القرآن، بدعوى تواجد الجن بمناطق محددة من جسدها، في الوقت الذي كان مرافقوه الأربعة يحاولون شل حركة الضحية، حيث لم تقو على مقاومتهم ففارقت الحياة، بعدما أنهكت قواها بين يدي الفقيه وأربعة من معاونيه. وقد استنفر الحادث المأساوي عناصر الدرك ورجال السلطة، حيث تم اعتقال ستة أشخاص، من بينهم الفقيه ومساعدوه الأربعة، بالإضافة إلى زوج الهالكة، بينما تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى سانية الرمل بتطوان، في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي، للوقوف عن ملابسات وأسباب الوفاة. يذكر أن الضحية كانت تعاني من اضطرابات نفسية حادة، حيث كانت تصدر أصواتا غريبة ومزعجة، كما أنها كانت تتعرض بين الفينة والأخرى لحالات إغماء، حيث كان زوجها يعتقد أن الجن يتحكم فيها ويسيطر عليها، فقرر استقدام فقيه كي يطرد هذا الجن من جسدها، بدل مرافقتها لزيارة طبيب متخصص في الأمراض النفسية.