قالت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية، إن مركبة الفضاء "ماسنجر" التابعة لها، أنهت مهمتها بالتحطم على سطح كوكب عطارد، بعد 4 أعوام من الدوران حوله؛ إذ غيرت مهمتها من فهم العلماء للكوكب، وأرسلت أكثر من 270 ألف صورة له، وعشرة تيرابايت من القياسات العلمية. وأضافت "ناسا"، فى بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني، يوم الجمعة، أن مركبة "ماسنجر"، التي كانت تتحرك بسرعة تتجاوز 14 ألف كيلومتر في الساعة، اصطدمت بسطح الكوكب فى الساعة 19:26 بتوقيت جرينتش يوم الخميس الماضي، في المنطقة القريبة من القطب الشمالي للكوكب، بعد أن نفد الوقود الموجود بها. وأوضح البيان أنه في ظل عدم وجود مزيد من الوقود الذي يسمح لها بالمناورة مجددا، بعد آخر مناورة تمت مع مركز التحكم يوم 24 إبريل/نيسان الماضي، اندفعت المركبة بفعل جاذبية الشمس لتصطدم بسطح الكوكب، ومن المرجح أن يكون الاصطدام قد تسببت في تكون حفرة قطرها 16 مترًا على سطح كوكب عطارد. وقال جيم راينز، فيزيائي بجامعة ميتشجان، وأحد مصنّعي المركبة: "إن تحطم "ماسنجر" أمر محزن، فكل الآلات ما زالت تعمل بشكل رائع، لكن المهمة كانت دائمًا محددة بكمية الوقود لتتمكن من البقاء في مدارها"، حسب مراسل الأناضول. ووصلت المركبة "ماسنجر"، إلى عطارد، أقرب كواكب المجموعة الشمسية من الشمس، عام 2011، وكانت تزن 513 كيلوجرام، بعرض ثلاثة أمتار، ودارت حول عطارد أكثر من ثلاثة آلاف مرة. وكانت المركبة تسير حول عطارد في مدار بيضاوي، وتحتاج دفعة من المحرك كل عدة أشهر للحفاظ على دورتها، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا بعد فراغ خزاناتها من الوقود. وفي مطلع شهر أبريل الماضي، حصل العلماء على صورًا غيرت مفاهيم استمرت لسنوات عن التكوين الكيميائي لسطح كوكب عطارد، الذي اتضح أن به بقعًا من الثلج في بعض شقوقه رغم موقعه القريب من الشمس. وقالت ناسا إن أبرز ما توصلت إليه "ماسنجر"، هو الكشف عن عناصر منها البوتاسيوم والكبريت على سطح الكوكب، وهي عناصر متطايرة يفترض انها تبخرت في ظل درجات الحرارة الهائلة على الكوكب. وظهرت أدلة على وجود ثلج في المناطق القطبية من الكوكب، كما اكتشفت أن المجال المغناطيسي لعطارد ليس في مركزه، بل يقع على امتداد محور الكوكب بحوالي 10% من قطره. وقالت نانسي شابوت، أحد العلماء المطورين للمركبة، عن أول صورة التقطت لعطارد من "ماسنجر" عام 2011: "كان الأمر مثيرا ومقلق في نفس الوقت، كانت الصورة رائعة وجميلة، وأدركنا أننا سنبقى على المريخ، كنت شديدة الفخر بهذه الصورة". وكانت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا أرسلت مسبار الفضاء (مارينر 10) ليحلق فوق عطارد والزهرة، لأول مرة عام 1973، فيما تخطط أوروبا لإرسال مهمة جديدة إلى عطارد في 2017.