ينتظر أن تعرض دور العرض السينمائية الوطنية الفيلم المصري الجديد «أسوار القمر»، من بطولة منى زكي وعمر سعد وآسر ياسين، لمخرجه الفلسطيني طارق العريان، الذي قال ل« اليوم24» إنه اشتغل على الفيلم لما يقارب سبع سنوات، موضحا أنه للجمهور العريض ولا تعنيه المهرجانات. ابتداء من السادس من الشهر المقبل، ستعرض القاعات السينمائية المغربية الفيلم المصري الجديد «أسوار القمر»، من بطولة النجمة المصرية منى زكي وعمر سعد، وآسر ياسين الذي فاز عن دوره فيه بجائزة أفضل ممثل في الدورة الأخيرة من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، بحضور مخرجه المصري طارق العريان. مخرج الفيلم، طارق العريان الفلسطيني الأصل، في لقاء سابق مع «أخبار اليوم»، قال إن هذا العمل تطلب منه جهدا كبيرا على مدى سبع سنوات، وذلك تبعا للظروف السياسية التي عاشتها مصر، والتي لم تمنعه من إكمال عمله الذي اختار أن يكون في قالب تشويقي مثير، وهو ما استوجب توفر إمكانات مادية مهمة. وصرح طارق العريان، في حديثه مع « اليوم24»، بأن هذا النوع السينمائي أخرجه بالأساس للجمهور العريض، ولا يعنيه إن لم ترض طبيعته التجارية فئة معينة من النقاد، بقدر ما يهمه أن يصل إلى قلب المتلقي. من جهتها، الممثلة منى زكي، بطلة الفيلم التي التقتها «اليوم24» سابقا، أوضحت أن هذا العمل تطلب قدرا مضاعفا من التركيز على مدى سنوات، موضحة أنها اشتغلت فيه بجد كبير على شخصية «زينة» التي شدتها منذ القراءة الأولى للسيناريو، تبعا لاختلافها عما سبق وقدمته من أدوار، وتبعا لقوة القصة ككل. وكشفت منى زكي للموقع أن الإمساك بالشخصية لمدة 3 سنوات من التصوير المتقطع كان صعبا بالنسبة إليها، وقالت: «الانخراط في حياة شخصية لمدة سنوات كان يتطلب مني التركيز والكثير من الجهد، لذلك لم أقبل أي عرض من عروض العمل التي اقترحت علي طيلة سنوات اشتغالي على الفيلم». وأضافت: «كنت خائفة جدا من أن تنفلت مني شخصية زينة، لذلك أمسكت بالدور وركزت فيه دون غيره، ولم أقبل أن أشتغل في عمل آخر مثلما فعل كثير من زملائي الذين شاركوني العمل وبطولته أيضا». وقد اختار طارق العريان إخراج الفيلم في قالب مشوق ومثير لا يخلو من عمق، سعى عبره إلى استكشاف تناقضات الحياة والإنسان، ويروي حكاية زينة (تؤدي دورها منى زكي)، التي تستفيق من إغماءة تعرضت لها لتجد نفسها فاقدة للبصر وللذاكرة، وسط بيت كبير على شاطئ البحر، حيث احتد صراع دموي بين رجلين شابين، قبل أن ينتهي بها الأمر صحبة أحدهما، وهو أحمد، الذي تقمص دوره على نحو مبهر الممثل آسر ياسين، على متن سيارته ثم باخرته، التي تحمل اسم زينة، بعد مطاردة محمومة مع رشيد، ويتقمص دوره الممثل عمرو سعد. تبدأ زينة في استعادة شيء من ذاكرتها بعد أن يقدم إليها رشيد مسجل صوت يحمل تفاصيل حكايتها، التي غابت عن ذاكرتها بسبب تأثرها بحادث. تستمر وحيدة في إحدى غرف المركب، الذي يقوده رشيد الهارب بها إلى حيث لا أحد غيرهما، وهي تحاول أن تسترجع كل ما حدث معها من خلال التسجيلات، لتكتشف حجم الألم الذي عاشته مع الرجل الذي اعتقدته منقذها على الباخرة. الفيلم، الذي كتب له السيناريو محمد حفظي، يقدم أحداثه معتمدا تقنية الفلاش باك، وهو يعلن مفاجآته المتوالية، ويتطور محافظًا على غموضه، اعتمادًا على الحالة النفسية المشوشة والمضطربة لشخصية زينة، وهي الكاتبة الشابة الكفيفة التي تصاب بفقدان مؤقت للذاكرة يدوم ساعات، فيما تتواصل لعبة الغموض، لأن المشاهد يتابع أحداث القصة من خلال إدراك واكتشاف بطلتها «زينة» لما يدور حولها.