تنطلق اليوم بكلية الحقوق بمدينة سلا أشغال المؤتمر الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية للباحثين الشباب، حول موضوع علمي يتعلق ب"تجديد مدركاتنا الجماعية في ضوء التحديات الراهنة"، بشراكة بين مركز الدراسات والأبحاث في مؤسسة خالد الحسن وفريق الدراسات السياسية بكلية سلا. وأوضح سعيد الحسن، رئيس المركز، في ندوة صحفية بالرباط خصصت للإعلان عن برنامج المؤتمر وأهدافه، إن المدركات الجماعية تطلق على "النسق المعنوي" الذي تقوم عليه الجماعة، وأبرز أن هذا المفهوم قد يكون "مدخلا لتجاوز النخب المتصارعة، بالتعامل مع الاختلاف بالارتكاز على ما أجمعت عليه الأمة المجتمعية". وكشف الحسن أن المؤتمر لهذه السنة سيعرف مشاركة نحو 200 باحث من المغرب ومن خارجه، وسيفتتح أشغاله بندوة يؤطرها رؤساء ثلاث مراكز بحثية في المغرب، ستركز على أبعاد المفهوم، وإمكانيات توظيفه في العلوم الاجتماعية وفي تحليل وتفسير الظواهر السياسية والاجتماعية الراهنة. ويصدر المؤتمر مجلة بحثية، اعتبرها الحسن "منبرا لطرح الحصيلة الفكرية له"، مشيرا إلى أن هذا حدث المؤتمر يندرج ضمن "مشروع يتعامل مع عشرات الباحثين على امتداد السنوات، ويشكل نواة مدرسة في بابه". وقال إن أهميته أن "هذه المفاهيم يطرحها ويحملها شباب"، مشيرا إلى أن "شرعية المؤسسات تكمن في كونها تمثل جماعة مجتمعية بعينها"، ومعنى ذلك أن "الجماعة هي التي تمنح الشرعية للمؤسسات وليس العكس". وتواجه الأمة العربية الإسلامية تحديات متزايدة، على رأسها التجزئة السياسية، التي بسبب غيابها تفرز تحديات أخرى، وأوضح الحسن أن المدركات الجماعية هي تلك "اللحمة الاجتماعية بين الناس" التي تحفظ للناس استقرارهم السياسي والاجتماعي. أما إذا مسّت تلك اللحمة، فإن المجتمع يكون "مقبلا على الانهيار". إلا أن الحسن اعتبر أن ما تمر به الأمة العربية اليوم ليس "انهيار بل صعود"، مشيرا إلى أن ما يجري إنما "مخاض يؤذن بميلاد جديد".