إعداد وداد الملحاف أتاحت الشبكات الاجتماعية على الإنترنيت تسهيل التواصل بين الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة، حيث تتيح هذه المواقع لمستخدميها مشاركة الملفات والصور، وتبادل مقاطع الفيديو، وإنشاء المدونات، وإرسال الرسائل، وإجراء المحادثات الفورية، ولكنها مؤخرا أصبحت تدرج في الاستراتيجية التواصلية لكبرى المقاولات عبر العالم، حيث يتم استخدامها كوسيلة لترويج الخدمات والمنتجات عبر الإعلانات التي تستهدف فئات محددة من رواد هذه المواقع: أكد تقرير أصدرته قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي الشهر الماضي حول وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي الصادر مؤخرا أن الشبكات الاجتماعية تجاوزت مؤخرا مفاهيم التواصل وتبادل الآراء بين الناس، لتصبح أدوات قوية يمكن استخدامها من قبل الأفراد والمؤسسات والحكومات في خدمة الاقتصاد وتطوير المعاملات التجارية، وأوضح التقرير، في فصل كامل، أن المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة العربية تبنت وسائل التواصل الاجتماعي في استراتيجياتها التواصلية بوتيرة متفاوتة، ويمكن تصنيف المؤسسات التي تتبنى التغيير بأنها مقاولات ينظر إليها على أنها مؤسسات عصرية، وتتحلى بالمبادرة، ومتفاعلة ومنفتحة على العالم، حيث تخلق تقاربا بينها وبين الجمهور المستهدف، وهدف التقرير إلى قياس انطباعات المستخدمين حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في 18 دولة في المنطقة العربية ومنها: البحرين، والأردن، وفلسطين، والعراق، والسعودية، وعمان، وسورية، ولبنان، ومصر، واليمن، والكويت، وقطر، والإمارات، وليبيا، والسودان، والجزائر، وتونس، والمغرب، في الشبكات الاجتماعية التالية: الفيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، والواتساب، ولينكد إن، وإنستغرام، وغوغل بلوس. وفي نفس السياق، تحدث التقرير بتفصيل عن أنماط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم الأعمال التجارية والاقتصاد، وقال «يمكن تلخيص الدوافع الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأعمال بالمحاور التالية، أولها نمو الأعمال التجارية، حيث أدركت الشركات في المنطقة العربية بأكملها قوة وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على نمو الأعمال التجارية»، لينظر لها على أنها تساعد على تسريع وتيرة العمل، كما أن لهذه الوسائل قوة في البدء في مشاريع تجارية عبر منصاتها، فضلا عن قدرتها في تحفيز الأعمال والمبيعات والتواصل مع المتعاملين عبر التطبيقات بسهولة وسرعة، واستخدام صورة لبيع المنتجات، والإعلان عن العلامات التجارية، وتسهيل عمليات الدفع، أما الجزء الثاني، فيتمثل في تحسين صورة الشركة، حيث إن الصورة العصرية للشركات تعلن على شبكات التواصل الاجتماعي. وإلى جانب ذلك، تسمح وسائل التواصل الاجتماعي بمزيد من التفاعلات المباشرة مع المتعاملين، وبالتالي تقوية العلاقة مع العملاء، والاستفادة من ملاحظات المتعاملين بشكل فوري، وخدمة المتعاملين بسهولة وسرعة وتفاعلية. وأشار التقرير إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويق، لافتا إلى أن الدوافع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويق تتمثل في: الإعلانات غير المكلفة من منتجات وعلامات تجارية وأحداث وغيرها، واستهداف مباشر للمتعاملين المناسبين، واستهداف شريحة واسعة من المتعاملين، وسرعة إيصال الرسالة، وأضاف التقرير: «مع ذلك يعتقد أن الطريق لا يزال طويلا قبل الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل زيادة المبيعات». ولكن التقرير أشار كذلك في هذا الجانب إلى أنه قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تشويه سمعة الشركة إذا لم يتم استخدامها بالشكل المطلوب. ومن جانب آخر، أكد التقرير على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في توفير أو التأثير على فرص العمل والبحث عن المواهب، فاستخدام هذه الوسائل يزيد من إمكانيات العرض والبحث عن فرص التوظيف، وعروض العمل عبر مختلف الشبكات، لاسيما الشبكات المتخصصة منها في مجال التوظيف، مثل شبكة « شبكة لينكد إن»، والتحقق من المرشحين، إذ تمت الإشارة إلى أهمية هذه الشبكات في جذب المواهب المناسبة، ونشر نبذة عن الشركة كشكل من أشكال الإعلان، وتوفير مناصب جديدة، لاسيما في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت الحاجة ماسة إلى عدد أكبر من الموظفين للعمل في مجال وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى التقني. وقال التقرير إن هذه الشبكات الاجتماعية أصبحت «طريقة أسهل وأسرع وأقل كلفة لإنشاء أعمال تجارية جديدة، وعدم تكبد التكاليف المرتبطة بإنشاء الشركات التقليدية، كما أن تغير التسويق في عصر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ديناميكي يعطي للشركات الصغيرة فرصة الازدهار». وتطرق التقرير إلى أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في مساعدة الشركات على الدخول إلى أسواق جديدة وأكثر اتساعا، من خلال الأعمال التجارية عبر الانترنت والتطبيقات والإعلانات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما أشار التقرير إلى أن هذه الشبكات تمكن الصناعات والشركات العربية من فهم سلوك المستهلكين بشكل أفضل، من خلال ملاحظات وآراء المستخدمين، والحصول على معلومات حول سلوك المتعاملين، وتحليل أفكار وآراء المتعاملين وتصنيفها.