شيع سكان بلدة سيدي بوبكر، زوال اليوم الثلاثاء، جثامين العمال المنجميين الثلاثة الذين سقطوا، زوال أمس الاثنين، في منجم للرصاص بضواحي البلدة، إلى مثواهم الأخير في جنازة مهيبة حضرها المئات من سكان المنطقة، خصوصا عمال المناجم، إلى جانب السلطات المحلية. وجدير بالذكر أن العمال الثلاثة لقوا حتفهم أثناء انهيار المنجم، حيث كانوا يعملون على استخراج بعض الرصاص لإعادة بيعه. وكانت عناصر الوقاية المدنية قد انتشلت جثثهم، مساء أمس، بمساعدة العمّال، فيما تمكنت من انقاذ رابعهم، غير أن السكان رفضوا نقل جثث الهالكين إلى مستودع الأموات في مستشفى الفارابي بوجدة، وقرّروا الاحتفاظ بها في مسجد البلدة إلى غاية دفنها، زوال اليوم. وفي السياق نفسه، أكد البشير لطرش، نقابي بإقليم جرادة المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أن حوادث الموت بهذه الطريقة تتكرر دائما، سواء في مناجم الفحم الحجري في جرادة، أو سيدي ببكر أو حتى في مناطق أخرى من المغرب، خصوصا في الجنوب الشرقي، "بينما يغيب التأمين وشروط العمل الآمن"، وأكثر من ذلك شدد المتحدث ذاته في تصريح ل"اليوم24" على أن هؤلاء العمال من جهة يواجهون خطر الموت كل يوم، ومن جهة أخرى وحتى عندما يتمكنون من استخراج القليل من المعدن (الرصاص)، "يفرض عليهم أباطرة هذا المجال قانونهم، إذ يشترون منهم المعدن بسعر بخس لا يتعدى في أفضل الأحوال ثلاثة دراهم ونصف الدرهم، فيما يعيدون بيعه بأضعاف هذا السعر". وذكر لطرش بما دعا إليه السكان، أمس، خلال الاحتجاجات التي قادوها في مكان الحادث، حيث طالبوا بضمان حقوق هؤلاء العمال، وفتح تحقيق لمعرفة من المستفيد من هذه الثروة الوطنية.