أكد وزير الداخلية الكيني، جوزيف نكايسيري، مساء اليوم الخميس، انتهاء الهجوم المسلح الذي شنه مسلحو حركة "الشباب المجاهدين"، واستمر حوالي 16 ساعة على جامعة "غاريسا" شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 151 شخصا على الأقل من بينهم منفذي الهجوم الأربعة. وقال "نكايسيري" في تصريحات للصحفيين: "أريد الآن أن أؤكد لكينيا أن العملية انتهت بنجاح، وأن كل الإرهابيين الأربعة تم قتلهم". ومعربا عن أسفه، أضاف: "من المؤسف أن الإرهابيين تمكنوا من قتل مواطنين صالحين فجر اليوم". وتابع المسؤول الكيني: "بينما أنا أتحدث إليكم، من المحزن أننا فقدنا 147 حياة"، كما أصيب 79 طالبا، 9 منهم في حالة حرجة تم نقلهم جوا إلى نيروبي. وأوضح الوزير أن المهاجمين ربطوا عبوات ناسفة بدائية الصنع حول أجسادهم، مضيفا: "عندما أطلق ضباطنا النار عليهم، انفجروا وقتلوا عدد من رجالنا (لم يحدد عددهم)، وبعض الشظايا جرحت معظم ضباطنا". وأشار إلى أنه في الصباح قتل ضابط جيش، وشرطي واثنان من الحراس، بينما لم يحدد بشكل دقيق عدد الطلاب أو عناصر الأمن في صفوف القتلى ال147. ولفت المسؤول الكيني إلى أن 518 طالبا كانوا في (عداد المفقودين) تم تحديد مصيرهم، وهم في مقرات تابعة للجيش في غاريسا"، وتعهد بأنه سوف "يتم إجلائهم في وقت مبكر من الغد إلى ديارهم". وفي وقت سابق، أورد وزير الداخلية الكيني حصيلة للقتلى بلغت 70 قتيلا. وأعلن المفتش العام الشرطة، حظر التجول في مقاطعة "غاريسا" من الساعة 06:00 مساء بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ) وحتى الساعة 06:00 ص، (03:00 ت.غ) ابتداء من يوم غد الجمعة. من جانبها، خصصت الحكومة الكينية مكافأة 20 مليون شلن (حوالي 216.53 ألف دولار أمريكي) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على العقل المدبر المشتبه في تورطه في أزمة احتجاز الرهائن في جامعة "غاريسا". وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، مويندا نجوكا، في تصريح لوكالة الأناضول: "نشرت الوزارة صورة للرجل الذي نعتقد أنه تورط في تنظيم هجوم اليوم". وأشار المسؤول الأمني إلى أن "محمد محمود كونو"، المعروف أيضا باسم "دوليادين" أو "غامادهير"، يعتقد أنه دبر هجوم اليوم على الجامعة، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل. وتبرع بالدم مئات من السكان المسلمين في مدينة "غاريسا" لإنقاذ ضحايا الهجوم على الحرم الجامعي، وغالبيتهم من غير المسلمين. وفي حديث لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال أحمد اسحاق، الذي تبرع وزوجته بالدم: إن "قلبي يتعاطف مع كل هؤلاء الذين فقدوا أحباءهم". وأضاف: "نحن كمسلمين، ندعو لهم، ولتعلم حركة الشباب أن هذه الهجمات لن تقسم الكينيين، كما يخططون". وتابع: "هؤلاء الذين يقفون وراء هذا الهجوم ليسوا مسلمين، ولكن مجرمين". ومن جانبه، قال عبد القادر داود، وهو إمام مسجد محلي، إن الزعماء الدينيين ناشدوا – عبر المساجد ومحطات الإذاعة – المتطوعين للتبرع بالدم "لإنقاذ إخواننا وأخواتنا"، وهو ما يأتي استجابة لنداء عاجل أصدره الصليب الأحمر الكيني للتبرع بالدم في أعقاب الهجوم. وأضاف "داود" في حديث لوكالة الأناضول: "نحن هنا للتضامن مع الضحايا. نحن واحد. نحن كينيون". وفي سياق ردود الفعل الدولية على الهجوم، عبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، عن تضامنه مع الشعب الكيني الذي يواجه "الإرهاب" الذي طال الشباب والقطاع التربوي. وفي بيان للرئاسة الفرنسية، أعرب أولاند عن تضامنه مع عائلات الضحايا وعن تعازيه الحارة لنظيره الكيني، أوهورو كينياتا، معلنا عن وقوف فرنسا إلى جانب السلطات الكينية واستعدادها للتعاون معها في محاربتها الإرهاب. كانت الشرطة الكينية، قالت في بيان لها تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "المهاجمين اقتحموا الجامعة عن طريق إطلاق النار على حراس البوابة الرئيسية في الساعة 05:30 بالتوقيت المحلي (02.30 ت.غ)، ومن ثم أطلقوا النار بشكل عشوائي في جميع أنحاء الحرم الجامعي"، مشيرة إلى أنها تحاصر المسلحين داخل الجامعة. من جهتها، أعلنت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية المتشددة، على لسان متحدث باسمها، مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وذكر المتحدث باسم "الشباب" أن مسلحي الحركة أفرجوا عن الطلاب المسلمين، فيما أبقوا على غير المسلمين، دون أن يعطي رقماً لكل منهما. وتقع "غاريسا" على بعد 200 كلم من الحدود الصومالية، ويقدر عدد سكانها ب623 ألف نسمة، وهي أكبر مدينة في المنطقة الصومالية في كينيا، التي كانت معروفة سابقا باسم المقاطعة الشمالية الشرقية، ومعظم سكانها من المسلمين.