قبل حوالي اسبوع، توصل الديوان الملكي برسالة من أحزاب المعارضة عنوانها الكبير "التشكي من رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران"، وهي الرسالة التي اصدر الملك محمد السادس يوما واحدا بعد التوصل بها تعليماته ل3 من مستشاريه للقاء زعماء الاحزاب الموقعين على الرسالة والاستماع الى شكواهم مباشرة. ونشرت جريدة الاتحاد الاشتراكي، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، النص الكامل للرسالة التي حملت تاريخ الخميس الماضي، اي اليوم الذي وصلت فيه الى الديوان الملكي. وانطلقت الرسالة، التي حملت توقيع احزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، بتوضيح اسباب اللجوء الى الجالس على العرش، حيث قالت الاحزاب الموقعة "نتوجه الى جنابكم الشريف بملتمسنا هذا باعتبار سدتكم العالية بالله رئيس الدولة وممثلها الاسمى بين مؤسساتها والساهر على احترام الدستور وحسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي"، مضيفة "ان رئيس الحكومة أضحى يستغل موقعه كرئيس للحكومة المغربية لكي يمرر خطاباته، خاصة مع اقتراب موعد انتخاب المؤسسات التمثيلية للدولة"، معتبرين ان "تصريحاته تنتهك اختيارات الامة المغربية في مواصلة بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون واحترام المؤسسات لبعضها البعض". وزادت الرسالة "مولانا صاحب الجلالة..صدرت عن السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المدة الاخيرة عدة تصريحات يستغل فيها موقعه كرئيس للحكومة من بين تلك التصريحات ما قال في اقليم الراشدية حيث زعم ان جنابكم الشريف تعرض لضغوطات كادت تسقط الحكومة، وانه لولا صمود جلالتكم لكانت الحكومة التي يترأسها في مهب الريح". واعتبرت المعارضة، في ذات الرسالة "ان هذه التصريحات بمثابة إقحام للمؤسسة الملكية في المنافسة السياسية التي ستجري بين الاحزاب المغربية في الانتخابات"، مضيفة "ان هذه التصريحات تهدف الي إيصال معلومات خاطئة ومغلوطة للشعب المغربي مفادها ان الحزب الذي يرأسه يظل الحزب المفضل لدى جنابكم، وانه الحزب الوحيد الذي يهدف الى الاصلاح وحسن التدبير"، وان باقي الاحزاب "خاصة غير المشاركة في الحكومة تعمل على عرقلة عمل الحكومة وتحاول إسقاطها بطرق غير مشروعة". واعتبر زعماء المعارضة، من خلال ما ورد في الرسالة ذاتها، ان "مثل هذه التصريحات والإيحاءات انتهاك لمبدأ المساواة بين الاحزاب السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات". وشدد الموقعون علي ان لجوءهم للملك كان "حتى لا نضطر للمواجهة العلنية التي لن تفيد الا خصوم بلادنا، كما انها ستبخس العمل السياسي وتضرب في الصميم نبله"، على حد تعبيرهم.