تسود حالة من التوجس داخل أحزاب الأغلبية، بشأن الأخبار التي نشرت عن اللقاء الذي عقدته أحزاب المعارضة مساء الجمعة الماضي مع مستشاري الملك محمد السادس، والذي كان محوره التشكي من تصريحات ومواقف رئيس الحكومة. ودعا عبد العزيز أفتاتي برلماني البيجيدي، "الجهة التي استقبلت زعماء المعارضة أن تعلن للرأي العام سبب هذا الاستقبال إن كان يتعلق بالشأن العام". وقال "لست ملزما بتصديق ما تقوله المعارضة بأنها وجهت مذكرة الى الديوان الملكي تشتكي فيها من ابن كيران". وتساءل أفتاتي عما إذا كان هذا اللقاء يدخل ضمن إطار التحكيم الملكي، وقال "لا أعتقد أن هذا اللقاء يدخل في إطار التحكيم إنما في إطار التحكم"، مضيفا أن "المعارضة تمارس التدليس مسغلة واجب التحفظ لدى مستشاري الملك". من جهة أخرى، أبدى قيادي كبير في الأغلبية توجسه من لقاء المعارضة بمستشاري الملك، وقال، بعد تساؤله عن مدى صحة عقد هذا اللقاء، "إذا كان اللقاء مؤكدا حسب ما زعمه بعض مسؤولي المعارضة، وإذا كان موضوع اللقاء هو التشكي من الأغلبية ورئيسها وبعض مكوناتها، فإن هذا يعد من الأمور الغريبة في الحياة السياسية المغربية". وأضاف المصدر "لا، أعتقد أن الحياة السياسية المغربية ستستقيم بمثل هذه الممارسات"، مشيرا الى أن مثل هذه الشكاوى ينطبق عليها مقولة "حلال علي حرام عليك، فهم يسبون كما يشاؤون وعندما تدافع الأغلبية عن نفسها وترد على مزاعم المعارضة يقال لها إن هذا حرام". من جهة أخرى، رفض عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية التعليق على الموضوع وقال إنه يفضل انتظار الاطلاع على ما جاء في مذكرة المعارضة المرفوعة إلى القصر. وحول تعليقه على الاستقبال في حد ذاته، قال "أن يحصل استقبال بهذا الشكل فهذا أمر لا يطرح مشكلا، لكن ننتظر الاطلاع على مذكرة المعارضة المرفوعة إلى القصر للرد عليها". من جهة أخرى، وجهت أحزاب المعارضة وجهت رسالة الى الى الديوان الملكي يوم الخميس الماضي، وقعها زعماء الأحزاب الأربعة، وقال مصدر مطلع، "لا يتعلق الأمر بمذكرة إنما فقط برسالة تتضمن طلب لقاء مع الملك". وحول مضمون الرسالة أفاد المصدر أن الأمر يتعلق ب"طلب تحكيم ملكي"، بشأن ما اعتبرته المعارضة "تصريحات من رئيس الحكومة تقحم المؤسسة الملكية في الصراع السياسي"، في إشارة الى تصريحات رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران في تجمعات لحزبه في كل من أكادير والرشيدية، وخاصة تلك التي تحدث فيها عن تلقيه تهديدات، واستعداده للوفاة في سبيل الله كما توفي عبد الله بها، إضافة الى حديثه عن ضغوط تعرض لها الملك حتى لا نهي تجربة البيجيدي. وهي تصريحات اعتبرتها المعارضة "تمس بالمؤسسات"، وطلبت تدخل الملك من أجل "حماية مستقبل البلاد" من مثل هذه التصريحات، على حد تعبير مصدر من المعارضة. وبعد توصل الديوان الملكي بالمذكرة، تم الاتصال بزعماء المعارضة للحضور مساء الجمعة بالقصر. مصدر من المعارضة قال إن قادة المعارضة اعتقدوا أنهم سيلتقون بالملك شخصيا، لكن تبين لهم أن اللقاء سيكون فقط مع مستشاريه.