شباط مصر على أن يترك بفاس معلمة يكون هو من يقف وراءها. فبعد أن باءت مساعيه لبناء مجسم لبرج «إيفيل» بشارع محمد السادس القريب من الإقامة الملكية بحي طارق بالفشل، بعد صدور أوامر عليا بإزالته، عاد شباط إلى نفس مكان «برج إيفل» بعد أزيد من سنتين من اختفائه، لبناء مجسم كتاب يؤرخ لتاريخ مدينة فاس. ويعرف ملتقى الطريق بمدار نهاية شارع محمد السادس حركة دؤوبة تحول معها العمال والصناع التقليديون والمهندسون إلى خلية نحل، لإنهاء أشغال بناء مجسم كتاب أخضر ضخم، و الذي يعلو قاعدة عبارة عن الأبواب التقليدية والتاريخية لأسوار فاس العتيقة، التي تحكي العمق التاريخي للمدينة. وينتظر أن يثير مجسم «كتاب شباط» جدلا كبيرا شبيها بما أثاره برج «إيفل»، حيث كان أول ردود الأفعال على المجسم، عقب التداول الواسع لصورة التقطت للكتاب وحصدت تعليقات نشطاء الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، أن المعلقين شبهوا «كتاب شباط» بكتاب القذافي، بعد أن حرص شباط على منحه اللون الأخضر الذي اختاره القذافي لكتابه. وعلمت «أخبار اليوم» أن الجماعة الحضرية لفاس، التي تشرف على مشروع «الكتاب الأخضر» لشباط، قررت، بعد الانتهاء من الأشغال التي وصلت مراحلها النهائية، أن تخصص لعملية تدشين ما اعتبره مصدرنا، ب»المعلمة التاريخية»، التي تأتي في إطار اهتمام مجلس مدينة فاس بالإرث الحضاري والعلمي والثقافي للمدينة، حفلا ضخما تحضره شخصيات من داخل و خارج مدينة فاس، حيث رفض مصدرنا الإفصاح عنها في الوقت الراهن. وكشف مصدر مقرب من شباط أن «الكتاب الأخضر»، الذي يؤرخ لتاريخ فاس، جاء ردا على الاتهامات السابقة التي وجهها خصوم شباط لمجسم «برج إيفل»، و بعده لمجسمات أسدين برونزيين بشارع الحسن الثاني، واتهامه بتشويه معالم عاصمة العلم، التي كان من الأجدر الاهتمام بإمكانياتها الهائلة، وخزانها من التراث عوض إعادة تجسيد معالم دولية بشكل ممسوخ، فيما سبق لشباط أن رد على منتقدي مبادراته، معتبرا خلقه لمعالم العالم في شكل مجسمات صغيرة بفاس يهدف إلى تمكين الفقراء الذين لا قدرة لهم على السفر إلى الخارج، من أجل الاطلاع على هذه المعالم في صورتها الحقيقية، يقول شباط.