حصل المجمع الشريف للفوسفاط مؤخرا، على ترخيص بإنشاء شركة جديدة متخصصة في العقار، ليؤشر العملاق الصناعي المغربي على بداية تنويع أنشطته لتشمل إلى الجانب المعدني والكيماوي، قطاع التهيئة والتطوير من خلال إنشاء قطب حضري جديد بمدينة الجديدة. الشركة الجديدة تحمل اسم «شركة مازاغان للتهيئة والتطوير العقاري»، وتتوزع حصص رأسمالها حسب مصادر مطلعة من داخل المكتب الشريف للفوسفاط، «بين الدولة بحصة 49 في المائة، والمجمع الشريف للفوسفاط بحصة 51 في المائة، في حين يصل رأسمالها إلى مليون درهم». ويرتقب أن يتم رفع قيمة رأسمال الشركة إلى أزيد من 638 مليون درهم، عبر ضخ الدولة لمساهمة عينية تعادل 335 مليون درهم، وتتمثل تضيف المصادر، في جزء من الوعاء العقاري الذي سيقام عليه القطب الحضري الجديد، والذي تصل مساحته إلى 728.4 هكتار، إلى جانب 347 مليون درهم ستضخها شركة المجمع الشريف للفوسفاط. وتتحدد مهمة الشركة الجديدة في تهيئة وتطوير المشاريع العقارية إلى جانب تمويل وإيجار وتدبير هذه المشاريع، زيادة على إنجاز الدراسات الاستراتيجية والتقنية والمالية المرتبطة بالقطب الحضري الجديد، الذي يندرج ضمن التوجهات الجديدة للمجمع من أجل تطوير المناطق التي تحتضن مواقعه الصناعية، من قبيل الجرف الأصفر، وتطمح من خلاله إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة. بالمقابل، يرتقب أن يقام القطب الجديد على مساحة إجمالية تعادل 1272 هكتارا بغلاف استثماري يتجاوز 5 ملايير درهم، وسيتبنى القطب الحضري الجديد تصور «المدينة الذكية»، الذي انطلق مع المدينةالجديدة زناتة و»أيرو سيتي» بالدار البيضاء، وسيحظى ببنى تحتية رائدة في مجال البحث والتطوير، والتعليم العالي، ومجموعة من التجهيزات الأساسية. من جانب آخر، ينتظر أن يشكل القطب الجديد، ثاني مشاريع المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التهئية والتطوير العقاري بعد مشروع المدينة الخضراء محمد السادس ببنجرير، والتي ستقام على مساحة تعادل 900 هكتار٬ ستخصص لاحتضان ساكنة يقدر تعدادها بنحو تسعين ألف نسمة٬ عبر مجموعة من مشاريعها السكنية التي ستفضي إلى توفير 23 ألف مسكن جديد، مصمم بشكل يجمع بين عراقة المدينة العتيقة ومتطلبات وشروط الحياة العصرية٬ مع الامتثال التام لضوابط التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. وتعتبر هذه الأخيرة أول المدن التي تعتمد نموذج التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة داخل القارة الإفريقية، إذ ستحظى بإقامة حزام أخضر يمتد على طول 4 كيلومترات، ويتألف من نحو 50 ألف شجرة على مساحة تعادل 80 هكتارا. إلى ذلك، تشكل المدينةالجديدة حلقة جديدة في المسلسل الاستثماري الذي أطلقه المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنوات الأخيرة، والذي ابتدأه بتعزيز آلياته الصناعية بغية مضاعفة إنتاجيته في أفق 2020 للاستجابة للطلب المتزايد على الفوسفاط، وأتبعه بالمساهمة في دعم مجهود الدولة في مجال التشغيل عبر إطلاق مبادرة «OCP SKILLS»، والتي ستسمح بإدماج نحو 5800 فرد بالمشاريع الصناعية للمؤسسة، والمساهمة في تكوين 15 ألف شخص لتسهيل إدماجهم في الحياة المهنية.