رخصت حكومة عبد الإله بنكيران للمجمع الشريف للفوسفاط، بإحداث شركة مساهمة للتهيئة والتنمية العقارية تسمى «شركة تهيئة وتنمية مازاكان» (SADM)، والتي ستكون حاملة لمشروع عمراني يقع شمال مدينة الجديدة. وحسب ما جاء في مرسوم وزاري وقعه بالعطف، نزار بركة وزير المالية والاقتصاد، فإن المشروع يندرج في إطار توجهاته الاستراتيجية، التي تضم من بين أهدافها تثمين مواقع أنشطة المجمع، كالمنطقة الصناعية للجرف الأصفر، وخاصة مشروع الجرف الأصفر للفوسفاط. وأضاف المرسوم، الذي نشر بالجريدة الرسمية مؤخرا، أن المشروع الجديد يهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة الجديدة الكبرى، من خلال إنشاء قطب حضري نموذجي يتضمن بنية تحتية رائدة، خاصة في مجال البحث والتنمية، والتعليم العالي، وتجهيزات رئيسية كمركز للمؤتمرات ومركز للمعارض، بالإضافة إلى تشجيع أنشطة مدرة للدخل. وسيتم تأسيس شركة المشروع المسماة «شركة تهيئة وتنمية مازاكان»، بشراكة مع وزارة المالية والاقتصاد، بصفتها المسير للملك الخاص للدولة، حيث تعود 51 في المائة من أسهم الشركة للمجمع الشريف للفوسفاط، في حين تمتلك الدولة نسبة 49 في المائة من رأسمالها، والذي سيرتفع من مليون درهم كرأسمال أولي ليصل إلى 683.8 مليون درهم، عن طريق اكتتاب نقدي من طرف المجمع الشريف للفوسفاط بمبلغ 347.7 مليون درهم، وعيني عن طريق الملك الخاص للدولة بأكثر من 728.4 هكتار، أي ما يعادل 335.1 مليون درهم. وقد أعطى مجلس إدارة المجمع الشريف للفوسفاط موافقته لأجل إحداث الشركة المذكورة، خلال دورته المنعقدة في مارس 2012، حيث تصل الكلفة الإجمالية للمشروع الذي سينجز على مساحة إجمالية تبلغ 1272 هكتارا في ملك الدولة، إلى 5.48 مليارات درهم (548 مليار سنتيم)، موزعة بين تكاليف اقتناء الأرض، المقدرة بحوالي 609 ملايين درهم، وتهيئتها بمبلغ 4.87 مليار درهم. واختتم المرسوم الذي نشر بالجريدة الرسمية عدد 21 مارس المنصرم، أنه نظرا لكون المشروع يشكل دعامة حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وبناء على القانون المأذون بموجبه تحويل منشآت عامة إلى القطاع الخاص، يؤذن للمجمع الشريف للفوسفاط بإحداث شركة مساهمة للتهيئة والتنمية العقارية ويسند تنفيذ المرسوم إلى وزير المالية. يذكر أن المجمع الشريف للفوسفاط كان قد استثمر مؤخرا في القطب الحضري الجديد لابن كرير، حيث ساهم في تأسيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والتي تتمحور حول العديد من المرتكزات، إذ صرح مصطفى التراب، المدير العام للمجمع بمناسبة زيارة الملك محمد السادس لأوراش بناء القطب الحضري الجديد، أن الجامعة ستخضع لتسيير خاص يندرج في سياق شراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال اتفاقية الشراكة الموقعة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. وأضاف التراب أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تعتمد على مبدأ الاستحقاق حيث ستطور، عبر مؤسسة ستصاحبها، نظاما هاما للمنح سيتيح للطلبة المغاربة المتفوقين من جميع جهات المملكة، ولوج هذه الجامعة التي ستعتمد في تطورها وتمويلها على مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط التي سيتم تفويت جزء كبير من عقار المدينة الخضراء محمد السادس، لفائدتها. وأبرز أن التكلفة المبدئية للمنشآت والبنايات تفوق 200 مليون درهم مشيرا إلى أن تمويل الجامعة سيؤمن من خلال عائدات الوعاء العقاري الهام، الذي تمثله المدينة الخضراء محمد السادس. وستنفتح هذه الجامعة ذات التوجه العالمي، والتي ستستقبل على المدى المتوسط 12 ألف طالب سيؤطرهم 1000 من الأساتذة والباحثين، على الدول المتطورة اقتصاديا، كما ستعمل على نسج شبكة متينة من العلاقات مع الجامعات المغربية.