خلافا لما اعتاده المتابعون والمهتمون بجائزة البوكر خلال دوراتها السبع الماضي، ازدادت حدة الانتقادات الموجهة لها خلال العام الجاري. فمنذ الإعلان عن لائحتها القصيرة من الدارالبيضاء، تزامنا مع افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمعرض النشر والكتاب، ارتفعت الأصوات منتقدة ما أسفرت عنه من نتائج، بل ومشككة في كفاءة أعضاء لجنتها، التي تعلن لأول مرة في تاريخها، برئاسة الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي. وقد اتهم الروائي المصري أشرف الخمايسي، الذي ظهرت روايته الأخيرة «انحراف حاد» ضمن اللائحة الطويلة للجائزة في دورتها الأخيرة، لجنة التحكيم بالقصور وعدم الكفاءة والأهلية، معلنا أنه لن يترشح لها مستقبلا. إذ قال: «»لن أزج بأعمالي، لتقع بين يدي من لا يمتلك القريحة الإبداعية القادرة على فهمها، وإن امتلك فهو لا يمتلك النزاهة المطلوبة لتحكيمها على الأساس الإبداعي فقط». وأضاف معلقا على صفحته الفايسبوكية: «إن ما تم تصعيده من روايات كان أقل فنيا من روايتي «انحراف حاد» بشهادة النقاد والقراء». وفي وقت سابق، وجهت العديد من الانتقادات اللاذعة لمجلس أمناء جائزة البوكر، خاصة بعد الإعلان مؤخرا عن لائحتها القصيرة. غير أن الملاحظ أن الكثير ممن وجهوا هذه الانتقادات ركزوا على عنصر أساسي، هو غياب الكفاءة في أعضاء لجنة التحكيم، حيث ركزوا سهامهم على الإعلامية البحرينية بروين حبيب، باعتبار أنها صحافية، ولا تنتمي إلى المجال الأدبي. لكن بروين حبيب ردت، في مقالة نشرتها جريدة «القدس» يوم 22 فبراير الماضي، على الانتقادات، حيث قالت إن «كثير من النقد الهدّام.. ولا نقد إيجابي أبدا، حتى الموجه لشخصي كان غريبا، فقبل أن أكون شاعرة، فأنا حاصلة على دكتوراه في اللغة العربية وآدابها..» وأضافت مدافعة عن نفسها: «قلة هم الإعلاميون الذين خدموا الأدب مثلي بكل أنواعه، فقد أعددت وقدمت برنامجا ثقافيا حرصت أن يقدم أكبر عدد من الوجوه الأدبية والفكرية والفنية، وحرصت خلال فترة البرنامج، رغم العراقيل التي كنت أتلقاها، أن يكون جيدا…» وفي هذا السياق، استعرضت مؤهلاتها مما حصلته من تكوين وتعليم، وما راكمته من تجربة ميدانية في مجال الصحافة والنقد الأدبي. ولم يمض سوى يومين، حتى رد الروائي والناقد العراقي سامي البدري، في مقال ناري، داحضا الحجج التي أوردتها بروين حبيب في مقالتها المذكورة، في دفاعها عن لجنة البوكر. إذ اعتبر سامي البدري أن مجلس أمناء جائزة البوكر اختار «عناصر غير مؤهلة للنظر في أمر مفاضلة فن من أصعب فنون التعبير بين الأجناس الأدبية، وهو الرواية». واتهم البدري رئيس وأعضاء لجنة التحكيم بالضعف وغياب الكفاءة والأهلية العلمية. كما لمح إلى أن أغلب الأعضاء ينتمون إلى مجال الشعر، لا الرواية، متسائلا: «كيف سنثق بأحكامها وقيمة ما سترشح للجائزة؟» كما قال إن أي رواية من روايات رئيس اللجنة لم تستطع فرض نفسها في المجال الأدبي العربي. وختم بالقول «إن شهادة الدكتوراه في الفعل والفاعل والمفعول به ليست بالمؤهل الكافي لإبداء الرأي بالرواية، وهي أكثر الأجناس الأدبية دقة وصعوبة في كتابتها ومعايير نجاحها..» جدير بالذكر أن لجنة تحكيم البوكر يرأسها الروائي والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، وتضم فضلا عن بروين حبيب كلا من الأكاديمي المصري أيمن أحمد الدسوقى، والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبدالله كاظم، والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو. يشار، أيضا، إلى أن اللائحة القصيرة تضمنت ست روايات هي: «ممر الصفصاف»، للكاتب المغربي أحمد المديني، «حياة معلقة»، للفلسطيني عاطف أبو سيف، و»طابق 99»، للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن، و»ألماس ونساء»، للكاتبة السورية لينا هويان الحسن، و»شوق الدرويش»، للسوداني حمور زيادة، و»الطلياني»، للتونسي شكري المبخوت. وسيعلن عن الفائز عشية افتتاح معرض أبوظبي خلال مايو المقبل.