وصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين الى الرياض تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان, فيما يعتبر مساعي سعودية لتوحيد السنة في مواجهة ايران والجهاديين. وياتي لقاء اردوغان والملك سلمان بعد يوم من اجراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات مع العاهل السعودي, وقبل زيارة من المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في وقت لاحق من هذا الاسبوع. واجرى اردوغان والملك سلمان محادثات ناقشا خلالها "افاق التعاون بين البلدين الشقيقين, وسبل تعزيزها في مختلف المجالات .. وعددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية", بحسب ما اوردت وكالة الانباء السعودية. وزار زعماء الدول المجاورة للسعودية ومن بينها قطر والكويت والاردن والامارات العاهل السعودي منذ منتصف فبراير كما من المقرر ان يزوره عدد اخر من الزعماء العرب, بحسب ما افاد المحلل السعودي نواف عبيد الزميل الزائر في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بكلية كيندي للعلوم الحكومية في جامعة هارفرد. وقال عبيد ان "السعودية ستعيد تنشيط سياستها الخارجية بشكل كبير لكي تعيد للمملكة دورها الطبيعي كموحد رئيسي للعالم السني بسبب ما تنفرد به من مزايا", في اشارة الى ان السعودية مهد الحرمين الشريفين, وكذلك الى موقعها الاقتصادي كواحدة من اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم. واضاف "من الواضح ان الامور تتبلور بطريقة مختلفة تماما عن ما كانت عليه في السنوات الماضية". وتولى الملك سلمان عرش بلاده في كانون الثاني/يناير الماضي بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله عن 90 عاما. ووصل اردوغان الى الرياض بعد ان ادى العمرة خلال اليومين السابقين في مدينة مكةالمكرمة, وبعد ان زار المدينةالمنورة. وتشهد العلاقات بين مصر وتركيا توترا منذ ان اطاح السيسي بالرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. الا ان عبيد قال ان ابقاء تركيا "على الهامش" يضعف العالم السني. واضاف "اذا استطعت ان تطلق مناقشات مستمرة وجدية بين القوى السنية الكبرى, فبامكانك ان تضع سياسة في مرحلة مستقبلية تتعامل مع ايران ومع داعش" في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة من العراق وسوريا. والسعودية وجاراتها السنية تشارك في تحالف عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة يشن هجمات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وتتنافس ايران الشيعية مع السعودية على النفوذ في المنطقة. واكد مسؤول باكستاني ان شريف سيقوم بزيارة لمدة يومين الى المملكة هذا الاسبوع لاجراء محادثات. واضاف ان "باكستان والسعودية تنسقان مواقفهما منذ فترة طويلة". وقال انه نظرا لان 20% من سكان باكستان هم شيعة, فان باكستان تتجنب "اي مسالة مذهبية".