حاورته :وداد الملحاف منذ إنشائها سنة 2001¡ ارتكز نشاطها على تمكين التلاميذ والطلبة المتفوقين من الأوساط الهشة من متابعة دراستهم، وتحصيلهم العلمي في ظروف أفضل. فقر قد يشكل عقبة في وجه العديد من الراغبين في تحقيق النجاح، لكن يعانون العوز وضيق الحاجة. المهدي بوزيان، شاب يبلغ من العمر 36 سنة، يشرح في حوار له مع « اليوم24» طريقة اشتغال مؤسسته، والفرص التي توفرها للتلاميذ الفقراء. { في البداية، هناك مناطق نائية غالبا لا يستفيد أطفالها من برامج الدعم على مستوى المواكبة الدراسية، كيف تتواصلون معهم؟ في مؤسستنا، نحرص دائما على استهداف أكثر الأطفال معاناة، والذين يعيشون في وضعية صعبة. وفي هذا الإطار، ننظم قافلة «مشروع حياتي»، حيث نتطلع للقيام بزيارة عدد من المناطق، بما فيها تلك النائية والبعيدة عن مركز الدارالبيضاءالرباط قصد لقاء التلاميذ المرشحين لنيل شهادة الباكلوريا، والمنحدرين من أوساط اجتماعية هشة، إذ نركز كذلك على التلاميذ القاطنين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية كالخيريات ودور الطلبة والطالبات، من أجل تقديم برامج المنح التي نوفرها، وشرح مفصل لشروط الترشح والولوج التي ستبقى مفتوحة على موقعنا إلى نهاية الشهر المقبل. نهدف أيضا إلى بث شيء من التفاؤل والتطلع لفئة من التلاميذ المتفوقين. ليحسوا أن هناك من يريد مواكبة مشروعهم المهني والشخصي، بغض النظر عن إمكانياتهم المادية. نرمي كذلك إلى إحياء فكرة كون التفوق الدراسي له دور المصعد الاجتماعي. ومن بين المناطق المستهدفة، هناك مدن الفوسفاط والأقاليم الجنوبية التي تستفيد سنويا من 30 منحة عبر مؤسسة فوسبوكراع. ونحرص دائما على عقد شراكات مع جهات تدعم عملنا، وهنا يمكن أن أذكر على سبيل المثال وكالة تنمية الجهة الشرقية التي مكنتنا من تمويل خمس منح للتلاميذ المتفوقين من أسر معوزة، يأملون في تغيير أوضاعهم عن طريق النجاح في المسار الأكاديمي. { كثيرا ما يكون هناك تمييز في حصول التلاميذ والطلبة على المنح، الذي قد يشكل عقبة في إتمامهم للدراسة، ما هي المعايير التي وضعتموها للحرص على عدم وقوع تمييز في الاستفادة من المنح؟ نعتمد منذ ثلاث سنوات مقاربة مزدوجة لكي نتمكن من الأخذ بعين الاعتبار معطى التفوق الدراسي والحالة الاجتماعية، كما نحرص في انتقائنا لطلبات الترشيح على عدم إقصاء الفئات التي تعاني أكثر من غيرها من الفقر وظروف اجتماعية صعبة، وأخص بالذكر هنا الإناث اللواتي غالبا ما يتم منعهن من إتمام الدراسة، خصوصا في أوساط الأسر الفقيرة والأيتام والقاطنين بالخيريات، وكذا الأطفال المتخلى عنهم. أما بالنسبة للذين لم يتمكنوا من التفوق الدراسي والالتحاق بالدراسات الجامعية، نقوم بتوجيههم نحو التكوين المهني ومواكبتهم في هذا المسار. ومع تزايد الطلبات، نتطلع إلى توفير نحو 220 منحة خلال الدخول المدرسي المقبل. { هناك منح دراسية توفرها الحكومة لبعض الطلبة، ما الذي يجعلكم تتميزون عما يتم تقديمه؟ في البداية، نقوم بعملية التسجيل في مؤسسة عمومية يلجها الطلبة المتفوقون، إضافة إلى مدارس التعليم العالي الخاصة، التي تتيح للطلبة المستفيدين من منحنا الدراسة مجانا، إضافة إلى معاهد التكوين المهني ببلادنا. ثم نقوم بتقديم منحة مادية مباشرة لتوفير الحاجيات الضرورية لمواصلة الدراسة في أفضل الظروف، إضافة إلى تغطية صحية وحاسوب. فضلا عن المساعدة المادية، حيث تقدم المؤسسة جملةً من البرامج غرضها مواكبة هؤلاء الطلبة، من أجل إدماج أفضل في سوق الشغل؛ على سبيل المرافقة من طرف أطر عليا أو مدراء شركات خلال مدة الدراسة، وإلى غاية الاندماج في سوق الشغل بفضل مجموعة تزيد عن 250 مرافقا ومرافقة، كما نقوم بتقوية القدرات اللغوية والتواصلية، وتقديم تكوين علمي لممنوحينا. ولحد الساعة، يمكن القول إن 70% من الطلبة يواصلون دراستهم الجامعية بتفوق، ويتصدرون المراتب الأولى في مؤسساتهم في النتائج الدراسية. { غالبا ما تواجه مثل هذه المشاريع صعوبات في توفير تمويل بشكل دائم. كيف تمكنتم لحد الساعة من تجاوز هذا العائق؟ نحرص في كل برامجنا على عقد شراكات مع المؤسسات الوطنية التي آمنت بالفكرة الرامية إلى محاربة الهشاشة. ما كانت المؤسسة المغربية لتتواجد لولا مساندة مؤسسات التعليم الخاص، التي توفر مجانية التدريس لطلبتنا. إذ تجاوزت قيمة هذه الشراكة 8 مليون درهم خلال سنة 2014 لتشكل ما مجموعه 100 مليون درهم منذ انطلاقنا سنة 2001. هذا، وقد حظينا منذ النشأة بثقة الشركاء في المؤسسات العمومية كوزارة الأسرة والتضامن، مؤسسة التعاون الوطني، æوكالة الجهة الشرقية، إضافة إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسة الإيداع والتدبير. دون أن ننسى مؤسسات بنكية وشركات خاصة تدعم باستمرار كل مبادراتنا. لهذا، فهاجس التمويل حاضر دائما لدينا، وهذا ما مكننا من الحصول على صف المنفعة العامة سنة 2013. { ما تطلعاتكم لمستقبل عمل المؤسسة؟ نتطلع في 2015 إلى الوصول إلى 1000 مستفيد. ونعتبره هدفا في المتناول، إذا عقدنا شراكات أخرى، وطورنا من مستوى عملنا. كان هذا الهدف الذي سطره المكتب المسير في 2010 وقت انتخاب السيد حميد بن الفضيل رئيسا. نحن، الآن، بصدد وضع استراتيجية جديدة للمؤسسة في أفق 2020. حين نضع هذا التصور المستقبلي، وجب رصد الإمكانيات المادية والبشرية لتحقيقه¡ بهدف الاستمرار في مواكبة الشباب المتفوق والمتطلع إلى غد أفضل. * المدير التنفيذي للمؤسسة المغربية للطالب