نظمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة علي هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب الي احتضنته مدينة الدارالبيضاء، مائدتين مستديرتين متعلقتين بأدوار مصالحها التلفزية والإذاعية بالأقاليم المسترجعة لخدمة الثقافة المحلية والدفاع عن القضية الوطنية. خلال اللقاء الأول، المنظم يوم الإثنين 16فبراير 2015 حول موضوع "قناة العيون الجهوية: عشر سنوات في خدمة الثقافة والمكتسبات الوطني"، خصص الصحفيون المتدخلون مداخلاتهم لما راكمته قناة العيون الجهوية من تجارب ومكتسبات في مجال الإعلام السمعي البصري العمومي الجهوي. وقد قامت فاتحة لامين، الصحافية بقناة العيون الجهوية، بالتذكير بالحدث البارز الذي شكله، على المستوى الوطني والإقليمي، ميلاد هذه القناة يوم 6 نونبر 2004 باعتبارها تجربة رائدة في الإعلام السمعي البصري الجهوي العمومي على مستوى المغرب العربي وشمال إفريقيا. كما تطرقت في عرضها للدور الذي اضطلعت به تلفزة العيون الجهوية في الدفاع عن قضية وحدة المغرب الترابية، وذلك من خلال بث برامج حوارية مع مختصين في القضية الوطنية فضلا عن وصول برامج القناة عمق مخيمات تندوف و كذلك إيصال صوت الحركات الاحتجاجية لشباب التغيير من عين المكان، ضد القهر والمتاجرة بمآسيهم من طرف قيادة البوليزاريو، عبر بث تسريبات تكشف زيف وأكاذيب الإعلام المسخر لمعاداة عدالة ومشروعية قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. من جهته، تطرق الغالي الكارح لدور تلفزة العيون الجهوية في الحفاظ على الموروث الثقافي الحساني الذي يشكل مرآة للحياة الاجتماعية للمناطق الصحراوية. وفي إطار الجهود الرامية للإستثمار في الرأسمال اللامادي و إبراز الموارد البشرية المتخصصة في الشأن الثقافي المحلي، بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة الإعتراف عبر استمرارية الرسالة الإعلامية النبيلة بين جيل الرواد و الإعلاميين الشباب، نظمت الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، يوم الأربعاء 18 فبراير 2015، مائدتها المستديرة الثانية حول موضوع "إذاعتا الداخلةوالعيون: تجربة رائدة في خدمة القضايا الوطنية وصيانة الثقافة المحلية"، وذلك بمشاركة نخبة من مهنيي الإذاعة الوطنية. خلال هذا اللقاء، ذكر علي خلا، مدير الإنتاج و البرامج بالإذاعة، بكون الإذاعة الوطنية هي مهد الإعلام السمعي البصري بالمغرب، حيث تأسست سنة 1924 و بثت أول مرة سنة 1928. و أشار كذلك إلى الدور الإستراتيجي الذي تلعبه إذاعتي العيون و الداخلة كقنطرة ذهاب و إياب بين الثقافة الحسانية و الثقافة العربية والأمازيغية. كما دعا إلى المزيد من المهنية والاحترافية لتقديم خدمة عمومية جيدة والنجاح في خوض غمار المنافسة. ومن جهته قدم محمد زازا، مدير إذاعة العيون الجهوية، عرضا حول الأهمية التي يحظى بها الإعلام السمعي العمومي بالمناطق الجنوبية والأدوار التي قام بها، و ما يزال يضطلع بها، على مستوى الدفاع عن قضية وحدتنا الترابية و صيانة الموروث الثقافي الحساني. و قد تميزت فعاليات رواق هذه الدورة بالإلتفاتة (فقرة: لحظة اعتراف وتقدير) التي حظي بها وجهان بارزان من وجوه الإعلام العمومي المغربي، اللذين ساهما بشكل كبير في إرساء دعائم النشاط الإعلامي العمومي بالمناطق الجنوبية منذ عودتها إلى أحضان الوطن، وهما الإعلاميان محمد بن ددوش ومحمد داكا. هذا فضلا عن تكريم فاتحة لامين، الصحافية المتميزة بقناة العيون الجهوية، وذلك بمناسبة تتويجها بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الإنتاج الحساني. و تم كذلك عرض فيلمين وثائقيين، من إعداد أطر صحفية وفنية محلية، للتعريف بهذه المؤسسات الإعلامية وبإمكانياتها البشرية والتقنية والإدارية. كما تم تكريم الصحافية بإذاعة العيون الجهوية، فاتحة لامين، بمناسبة تتويجها بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الإنتاج الحساني.