وضعت المصالح الأمنية بطنجة حدا لمغامرات لص خطير استهدف نحو 90 منزلا بطنجة، إذ قام بسرقة محتوياته، سواء تعلق الأمر بالهواتف النقالة أو الأثاث المنزلي أو الحواسيب. فأهم شيء كان بالنسبة إليه هو ألا يخرج من المنزل المستهدف صفر اليدين. معظم عمليات هذا اللص كانت بمنطقة بوخالف حيث يقطن الطلبة، هناك نفذ أولى عملياته، وفق اعترافاته للضابطة القضائية التي حققت معه لساعات بسبب كثرة الشكايات الواردة على المصالح الأمنية، وكلها تتعلق بعمليات سرقة المنازل. «لجأ في البداية إلى منازل الطلبة، كان يترصد خروجهم إلى الجامعة في الصباح، وعندما يتأكد من أن المنزل لم تبق فيه أحد، يقتحمه من بابه الرئيس، ويستعمل مفاتيح مزورة يستطيع بها دخول المنزل دون أن يقوم بتكسيره»، يقول مصدر أمني قبل أن يضيف أن المتهم كان يستهدف في البداية أجهزة إلكترونية كالحواسيب وبعض الثياب التي كان يعيد بيعها في سوق شعبي بمنطقة مسنانة. استمر اللص في استهداف منازل الطلبة لأكثر من شهر، وقد تمكن من سرقة حتى بعض الهواتف النقالة التي وجدها داخل المنزل، وقام بإعادة بيعها بسوق «كسباراطا» الشهير بطنجة. بعد ذلك سينتقل إلى الأثاث المنزلي، هنا يسترسل المصدر الأمني قائلا:» بعدما نجح في سرقة منازل الطلبة، فكر اللص في تطوير عمليات السرقة، إذ بدأ يستهدف منازل العائلات بمنطقة بوخالف، حيث يقتحمها ليلا دون أن يشعر به أحد. يقول المتهم الذي اعترف لدى الضابطة القضائية إنه ارتكب عمليات سرقة كثيرة بالمنطقة. إنه كان يرى عملية البيع والشراء في الأثاث المنزلي تدر أرباحا، لذلك فكر في تطوير عملية السرقة من خلال استهداف الأثاث كيفما كان نوعه، وبيعه لمتخصصين في هذا المجال في سوق «الجوطيا». في منطقة بوخالف، توجد مجمعات سكنية وشقق مفروشة، بيد أن أصحابها يوجدون خارج المغرب، لذلك كان الأفارقة في وقت سابق يقتحمونها ويتخذونها سكنا لهم، قبل أن يطاردهم الأمن ويخرجهم منها. كانت هذه المنازل هدفا رئيسيا لهذا اللص المثير، الذي لا يتجاوز 28 من عمره. وقبل اقتحامه لها، كان يجمع معلومات عنها، هكذا أكد للمحققين أثناء التحقيق معه. تمكن اللص من سرقة العشرات من المنازل في هذا المجمع السكني، وكان أصحاب الشقق السكنية يتوجهون بشكايات إلى الدائرة الأمنية القريبة منهم تتضمن عددا من المسروقات، وكانت العناصر الأمنية بالدائرة تدرك أنها أمام شبكة متخصصة في سرقة المنازل تتجول في المنطقة، قبل أن يصطدموا بلص واحد كانت له القدرة على استهداف هذا العدد الكبير من المنازل. عملية إلقاء القبض على اللص بدت صعبة في البداية، يقول مصدر أمني تابع هذه القضية قبل أن يضيف:» كان اللص يتجول كثيرا، إذ لم يكن لديه مكان قار يتجه إليه حتى تسهل عملية إلقاء القبض عليه». بيد أن عملية البحث لم تتوقف بعدما تم تحديد هويته، وتركزت بشكل أساسي في منطقة بوخالف، والمناطق المجاورة لها، حتى نجحت فرق البحث التابعة للمنطقة الأمنية الأولى في توقيف هذا اللص، وقد وجدوه في منزل مهجور بمجمع الحي الحسني، فقد كان يبيت هناك. تقول المصادر الأمنية إنها حجزت لدى اللص عددا من الهواتف المنزلية، وبعض اللوحات الحائطية، بالإضافة إلى بعض الأجهزة مثل الحواسيب وآلة تصوير وغيرها من المسروقات. لم يبد المتهم أية مقاومة مع فرقة البحث التي قامت باعتقاله، فقد امتثل لهم بشكل عادي، وقاموا باقتياده إلى مخفر الأمن، فيما تم حجز جميع ما عثر عليه داخل المنزل، من أجل استدعاء أصحاب الشكايات للتعرف على ممتلكاتهم. «كم عدد العمليات التي نفذتها؟» كان هذا أول سؤال وجهه المحققون للمتهم الذي تردد في ذكر العدد، لأنه لم يكن حقيقة يعلم عدد المنازل التي استهدفها، لكن أجاب : «أكثر من 90»، هنا شرع المحققون في التدقيق في الشكايات، وقد اعترف بأنه سرق عددا من المنازل المشار إليها في هذه الشكايات. ونفى المتهم للمحققين أن يكون له شريك أو صديق يصطحبه معه في عمليات السرقة. وقال إنه كان يقوم بعمليات السرقة لوحده ودون أن يشاركه أحد. وكان المتهم بعد انتهاء التحقيق معه قد أحيل على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، وقد توبع من أجل «السرقة الموصوفة» التي تصل عقوبتها إلى خمس سنوات.