نار «داعش» تقترب من المغرب، فقد تزامن تنفيذ فرعها في ليبيا لإعدام جماعي ضد أقباط مصريين، مع خروج مغاربة بتهديد صريح ومباشر لاستهداف الرباط،. أطلق مغربي يقاتل ضمن صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويفترض أن لديه رتبة متقدمة في سلسلة القيادة في سوريا، تهديدا مباشرا الأسبوع الفائت للمغرب قائلا: «سنضرب شوارع الرباط (العاصمة) قريبا، وسنؤسس دولة الخلافة في المغرب»، ويطرح هذا التهديد مشكلة حقيقية، لأن الاستخبارات الإسبانية تأخذه بمحمل الجد، لاسيما أن الرجل نفسه، ويدعى محمد حمدوش، وعمره 28 عاما، كان قد أطلق تهديدا مشابها ضد الإسبان في غشت الفائت، وبينت الوقائع فيما بعد أن تحضيرات كثيفة كانت تجرى من لدن خلايا تتبع «داعش» لضرب مواقع ومؤسسات في إسبانيا. وحذر خبراء التحليل الاستخباراتي في إسبانيا، الذين يتابعون مسارات الجهاديين المغاربة، من تجاهل تهديد هذا الشخص، وأشارت مذكرة عممها معهد الأمن العالمي إلى أن خبراءه تتبعوا حمدوش عبر الإنترنيت، ولاحظوا وجود تركيز غير معهود في تهديد مصالح المغرب، ونقلت عنه قوله «ستدق ساعة الزحف، والعمليات الاستشهادية والتفجيرات والمفخخات. سنبدأ هجومنا كي نعود إليكم سريعا بإذن الله، ولا مجال كي أذكركم بما تعرضت له مدريد وكينيا وتانزانيا، كي يفهم هؤلاء (يقصد المغاربة) ما ينتظرهم). ونصحت مذكرة مركز الأمن العالمي أن يأخذ المغرب هذا التهديد بشكل جدي، لأن «حمدوش يمتلك علاقات واسعة مع جهاديين في المغرب وإسبانيا، ولديه الاطلاع الكافي على الخطط والتحضيرات السرية لشن هجمات». ويستعمل حمدوش حسابا مزيفا باسم Kokito Yuu، بعدما كان يلجأ إلى خدمات حاسب آخر سابقا باسم Kokito Castillejos، ونجحت الاستخبارات الإسبانية في تعقبه لفترة طويلة، لاسيما بعدما خطط لترحيل فتاة من سبتة قبل أن يتزوجها في سوريا، وكان الصداق المقدم عبارة عن حزام ناسف. ويعتقد المحللون الاستخباراتيون، كما تروي مذكرة المركز، أن حمدوش شكل نسيجا متماسكا بين المغاربة المقاتلين في «داعش»، ويلعب أدوارا تحريضية بارزة، وبمقدوره أن يؤثر على عقول الكثير من الشباب الذين يقيمون بالمغرب أو في إسبانيا، ويدينون بالولاء لتنظيم داعش. حمدوش، وقد لقب نفسه ب»أبي تسنيم» كان عامل ميكانيك، ولد في مدينة الفنيدق، وينشط كثيرا عبر الشبكات الاجتماعية، معروف بدمويته وعنفه المفرط، وهو الشخص نفسه الذي صور طفلا في سوريا وهو يحمل رأس شخص آخر قتل على يد عناصر من داعش. ولدى حمدوش متتبعين كثر على الشبكات الاجتماعية، وبعضهم أعلن بصراحة عن رغبته في أن يكون مثله، وقد تتبعت الاستخبارات المغربية خطى حمدوش بدورها، ونجحت في تفكيك خلية واحدة على الأقل كانت لديها علاقات تواصل معه. وما يجعل الإسبان أكثر حذرا من حمدوش قدرته على حشد الأتباع في منطقة سُميت بمثلث الرعب في شمال المملكة. يقول تقرير لمركز قريب من الاستخبارات الإسبانية إن متطرفين يتلقون تدريبات على استعمال السلاح هنالك، وقد يكون حمدوش واحدا من الذين مروا منها قبل أن يغادر إلى سوريا وينضم إلى «داعش»