لازالت فرق الإنقاذ الإيطالية تسارع الزمن لإنقاد مهاجرين سريين عالقين في البحر قبالة سواحلها غير بعيد عن جزيرة "لامبيدوزا" منذ ليلة امس الأحد. وتمكنت هذه الفرق من العثور على قارب أول بينما لازال يجهل مصير قارب آخر كانت السلطات الإسبانية قد أخبرت نظيرتها الإيطالية بتواجده غير بعيد عن المنطقة. السلطات الإيطالية تلقت اتصالا هاتفيا من أحد المهاجرين السريين الذين كانوا على متن القارب الذي تمكنت من الوصول إليه وكان يقل مئات الأشخاص، حيث تمكنت من إنقاذ بعضهم لكن الظروف المناخية الصعبة التي كانت تجري في ظلها عمليات الإنقاذ أدت إلى وفاة عدد كبير من المهاجرين السريين. وبلغ عدد الذين قضوا نحبهم في عرض البحر تسعة وعشرون شخصا، سبعة منهم فقط توفوا في القارب الذي كان يقلهم على الأرجح من السواحل الليبية، أما الباقون فتوفوا أثناء نقلهم بواسطة زوارق خفيفة إلى الشواطئ الإيطالية بسبب الرياح القوية، بينما تمكنت فرق التدخل من إنقاذ 73 شخصا. وقال "بييترو بارتولو" المسؤول عن الصحة في جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية أنه طلب طائرات الإسعاف لنقل المهاجرين المرضى إلى مستشفيات إيطالية أخرى لأن المؤسسات الصحية في الجزيرة صغيرة ولا يمكنها استيعاب كم هائل، مضيفا "إنه مشهد كارثي، فأغلب المتوفين شباب..لقد قتلهم البرد..". تجدر الإشارة إلى ان محكمة "أجريجينتو " فتحت تحقيقا في الموضوع. واعادت الطريقة المأساوية التي قضى بها المهاجرون النقاش من جديد حول إيقاف السلطات الإيطالية العمل ببرنامج "ماري نوستروم" الذي بمقتضاه كانت سفن البحرية الإيطالية تتدخل في مثل هذه الحالات لإنقاذ المئات بل الآلاف من المهاجرين. وجر برنامج البحث والنجدة "ماري نوستروم"، عندما كان معمولا به، انتقادات كبيرة على الإئتلاف الحاكم في إيطاليا إذ كان يكلف خزينة الدولة مصاريف ضخمة (أزيد من 100 مليون اورو في السنة). وكان معارضو الحكومة يقولون بأن البلاد في أزمة، وبالتالي فالأولى التركيز على حل المشاكل الداخلية وأن "ماري نوستروم" سوف يؤدي إلى جلب المهاجرين السريين بالملايين. وامام الضغط الداخلي وعدم تجاوب الإتحاد الاوربي مع مطالب إيطاليا بضرورة دعمها في تحمل مصاريف "ماري نوستروم"، أوقفت إيطاليا العمل به واستبدله الإتحاد الأوربي بخطة أخرى تدعى "تريتون" لكن بإمكانيات أقل وبسفن صغيرة وهي خطة غير ناجعة وما قتلى اليوم إلا دليل على فشل الخطة الجديدة.