قامت السلطات الإيطالية قبل أيام قليلة بترحيل مواطن مغربي إعتبرت أنه يشكل خطرا على أمنها القومي. الشخص المرحَّل كان يقيم بمدينة "فاريزي" شمالي إيطاليا منذ حوالي عشرين عاما ويبلغ من العمر 30 سنة متزوج من مواطنة سويسرية .وهو ابن شخص كان يؤمّ المصلين في وقت سابق حسب وسائل إعلام محلية. ويعتبر هذا ثاني طرد تنفذه الشرطة الإيطالية في صفوف المواطنين المغاربة.إذ سبق وأن رحلت مغربيا آخر لنفس السبب شهر يناير الماضي. وبررت وزارة الداخلية قرارها الذي وقعه وزير الداخلية "أنجلينو ألفانو" شخصيا بكون الشخص المطرود (أ.خ) يعتبر من بين مدعمي تنظيم "داعش" عبر مواقع التواصل الإجتماعي العالمية ومواقع الويب بشكل عام ، إذ رغم كونه متزوج يعيش حياة عادية وكونه يشتغل كعامل في إحدى المعامل الصناعية إلا أنه يروم بذلك إلى التمويه وعدم إثارة الإنتباه إلى شخصه يضيف البيان. وعُرف المغربي أيضا ، حسب حيثيات قرار الأمن الإيطالي ، بمواقفه المتطرفة والراديكالية المساندة للتنظيمات الإرهابية الإسلامية عبر الشبكة العنكبوتية. وأردفت وزارة الداخلية الإيطالية أن الترحيل قام به البلد كإجراء إحتياطي نظرا لما يشكله بقاء المواطن من خطر على أمن البلد الداخلي .وقامت قوات الشرطة بمرافقة المهاجر المغربي إلى مطار ميلانو "مالبينسا" حيث رحّلته من هناك إلى مطار الدارالبيضاء . ولم يبدِ أي مقاومة بل أنه ،حسب ما صرح به الأمنيون رافقوه ، كان متعاونا إلى درجة كبيرة .وطلب فقط الذهاب لتحية عائلته وأصدقائه ورب عمله وهو ما مكنوه منه . ودقائق قليلة قبل ترحيل الشاب المغربي كتب على موقع تويتر تغريدة بعثها إلى وزير الداخلية الإيطالي "ألفانو " جاء فيها : " لقد تم طرد شاب مسلم من الجيل الثاني من فاريزي في هذه اللحظات بالذات ، بسبب القوانين الجديدة البليدة لأنجيلينو ألفانو". ودافعت أخت المهاجر المغربي المطرود عن أخيها في وسائل الإعلام قائلة : " إننا نسكن في فاريزي منذ سنوات ،أخي يتحدث باللغة الإيطالية أفضل من الإيطاليين أنفسهم .لقد عاش دائما هنا. ما هو ذنبه ؟ فقط كتب على الويب بأن المسلمون يُضطهدون أيضا .أخي كان دائما ضد الظلم ، لقد نصحته غير ما مرة بتفادي الكتابة كثيرا على الإنترنيت. لأنه كان يتتبع حالات الترحيل التي قامت بها السلطات الإيطالية في الأسابيع الأخيرة. وفي كل الحالات فهو لم يقم بشيء خطير. هذا ظلم. أضيف أن أخي متزوج من مواطنة سويسرية لا تضع الحجاب ولم يرغمها أبدا على وضعه .. " في مقابل ذلك أكد المسؤول الأمني لللمحافظة الأمنية بمدينة "فاريزي" أن القرار يستند على دلائل قوية وقال في هذا الإطار "الأبحاث والتحقيقات التي أجرتها أجهزتنا كشفت ان الشاب يتعاطف مع الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة ، لاسيما عبر وسائل التواصل الإجتماعي. لذلك فإجراء الطرد إرتكز على خطورة هذا الشخص الذي يسهل تجنيده من طرف جهات ليشكل خطرا على الدولة الإيطالية ".