كشفت دراسة حديثة أنجزها المرصد الوطني للتنمية البشرية، أن المغاربة يفضلون اللجوء لخدمات العيادات والمصحات الخاصة في حالة المرض. فحسب النتائج الأولية للبحث الوطني لتتبع الأسر لسنة 2012، والتي تم الكشف عنها صباح اليوم الأربعاء في ندوة صحافية بالرباط، تعتبر العيادات الطبية والمصحات الخاصة أماكن الفحص المعتادة للمغاربة، حيث تعرف إقبالا بنسبة 50% على الصعيد الوطني، أما المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات العمومية فتتقاسم مجتمعة ما نسبته 44.6% من الفحوص المنجزة. وأشار ذات المصدر إلى أن المستوى المعيشي للأشخاص الذين يصرحون بمرضهم والذين يجرون فحصا طبيا يحدد وجهة الفحص المختارة، حيث تتردد الأسر الفقيرة بنسبة 54.5% على المستوصفات أو المراكز الصحية أو المستشفيات العمومية، مقابل 37.5% منها تتوجه للمرافق الصحية الخاصة. أما في ما يخص الأسر الأكثر غنى ف27.2% منها تفضل القطاع العمومي لتلقي العلاجات فيما 67.4% منها تتجه نحو العيادات والمصحات الخاصة. وفي ما يتعلق بالتوجه لتلقي العلاج في حالة المرض، كشف التقرير عن معطيات صادمة تفيد بأن مريضا واحدا من أصل أربعة لم يلجأ للخدمات الطبية في حالة المرض، وهي النسبة التي تتفاقم أكثر في الوسط القروي، حيث لا يذهب مريض من أصل ثلاثة لتلقي العلاج، وهو الوضع الذي ينطبق أيضا على أربعة أشخاص من أصل عشرة داخل الأسر الفقيرة. وأوضح بحث المؤسسة التي يترأسها رشيد بلمختار أن عدم اجراء الفحص لدى الأشخاص الذين صرحوا أنهم مرضى يرجع في المقام الأول إلى عدم القدرة على تحمل تكاليف العلاج، حسب ما أكد 60% من هؤلاء، إلى جانب مؤشر آخر يتعلق بالمسافة الفاصلة بين مسكن الأسرة ومكان الفحص. وتظهر نتائج نفس الدراسة أن 23% فقط من الأفراد على الصعيد الوطني يستفيدون من التأمين الصحي، ما يعني أن أكثر من ثلاثة مغاربة من أصل أربعة لا يتوفرون على تغطية صحية في سنة 2012. وقد تم تسجيل فوارق كبيرة في هذا المجال بين الوسطين القروي والحضري، حيث بلغت نسبة التغطية بواسطة التأمين الصحي في الوسط الحضري 33.4% مقابل 7.6% فقط في الوسط القروي. وبالنسبة للأشخاص الذين يتوفرون على التأمين الصحي، أظهر البحث أن 49% يتوفرون على تأمين الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، و44.2% على تأمين صندوق الضمان الاجتماعي.