بعد تعيينها في يناير 2012 واجهت حكومة عبد الإله ابن كيران العديد من الانتقادات، فمن وجهة نظر المعارضة فإن حزب العدالة والتنمية، والذي لطالما نادى بمحاربة الفساد في وقت سابق، لم يستطع أن يفي بالتزاماته، كما لم تنفذ الحكومة برنامجها. أما من وجهة نظر الأغلبية، فقد استطاعت هذه الحكومة بقيادة حزب إسلامي الخروج بالبلاد من مجموعة من "الأعاصير" التي كانت تتهددها في ظل التوترات الإقليمية والعربية التي تشهدها المنطقة.لكن الكثير من المراقبين يتوحدون في تقييم واحد لأداء هذه الحكومة، كونها "العبارة" التي تجاوز بها القصر فترة الثورات نحو بر الأمان. الوردي "أنجح" وزاء حكومة عبد الإله ابن كيران نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب قال في تصريح ل"اليوم 24″، إنه يجب على الحكومة أن تقف وقفة تأمل مع نفسها لترى ما حققته خلال الثلاث سنوات الماضية، مشيرا إلى أن هناك ارتباك في العمل الحكومي، معتبرا أن الحزب القائد للائتلاف الحكومي "تراجع عن مجموعة من التزاماته تجاه الشعب في المجالين الاجتماعي والاقتصادي". مضيان اعتبر أن حكومة عبد الإله ابن كيران لم تستطع تنفيذ برنامجها مردفا: "المؤشرات الرقمية أكبر دليل على ذلك إذ عرفت معدلات البطالة ارتفاعا وأيضا ارتفعت الأثمان مما أدى إلى ضرب القدرة الشرائية للمواطنين، كما لم تفي بالتزاماتها فيما يخص معدل النمو والذي لم تتجاوز نسبته 2,5 في المائة"، مشيرا إلى أن كل ما حققته هو الزيادة المتتالية في الأسعار وفي مقدمتها أثمان المحروقات. وأشار المتحدث أيضا إلى أن هناك تراجع كبير في نسبة الاستثمار والتي لا تتجاوز 30 في المائة على خلاف الأرقام التي تقدمها الحكومة، إضافة إلى تراجع على مستوى التجهيزات الأساسية. شاهد أيضا * ترقُّب تعيين الحكومة الجمعة بعد توافق بين بنكيران ومزوار » * فيديو: تباين آراء المواطنين حول الحكومة الجديدة » القيادي في حزب الاستقلال أوضح أن العمل الحكومي خلال الثلاث سنوات الماضية كان "يخلو من أي إبداع أو ابتكار واجتهاد" حسب تعبيره، مضيفا: "على الحكومة أن تراجع البرنامج الحكومي الذي التزمت به وبرنامجها السياسي، وأن تقارن بين الوعود التي قدمتها وبين ما تم تنفيذه". من جانبه اعتبر عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أنه وبالنظر لما يجري في المحيط الإقليمي والعربي الذي يعج بالتوترات فالمغرب "استطاع أن يقف في وجه الأعاصير المناهضة للانتقال الديمقراطي والفساد ومحاربة الظلم"، مشيرا إلى أنه وخلال الثلاث سنوات الماضية استطاعت الحكومة أن "تصمد وأن تحقق تقدمات في مجالات مختلفة على الرغم من أنها تتم بصفة بطيئة"، مؤكدا على أن تقدم البلاد هو مسؤولية تشارك فيها جميع مكونات الدولة وليست الحكومة لوحدها. وفي سياق تقييم اداء الحكومة دائماً في سنتها الثالثة، شبه محمد الغالي المحلل السياسي حكومة ابن كيران بحكومة التناوب التوافقي التي تم تنصيبها عام 1998 بقيادة عبد الرحمان اليوسفي مشيرا إلى أن الحكومة الحالية جاءت في مرحلة انتقالية، بعد دستور 2011. الغالي وفي حديثه مع "اليوم 24" اعتبر أن الحكومة لعبت الدور المنوط بها في هذه المرحلة والمتمثل أساسا في الحفاظ على استقرار البلاد، مشيرا إلى أن المكتسبات المهمة التي جاءت بها الحكومة الحالية هي تثبيت دعائم الاستقرار السياسي بالنسبة للدولة المغربية خصوصا في ظل موجة "الربيع العربي" والتي أدت إلى سقوط مجموعة من الأنظمة مشيرا إلى ان "غالبية الدول التي عرفت الربيع تعرف غياب للاستقرار" الغالي أكد أنه في ظل غياب الاستقرار السياسي والدستوري يصعب الحديث عن مكتسبات خاصة في الجانب الاقتصادي وتلك المرتبطة بمعدلات النمو قائلا: "الاستقرار السياسي هو المتغير الأصلي فيما باقي المتغيرات هي تابعة".