لم تكن الجولة التي قام بها فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني إلى كل من المغرب والجزائر وتونس، سوى فرصة من أجل تبادل المعلومات من أجل مكافحة الإرهاب، فالوزير الألماني والذي انتهى من زيارة كل من المغرب وتونس والجزائر أمس (الأحد) شدد على ضرورة التعاون بين دول المنطقة قائلا"إن الإرهاب لا يهدد أمن المنطقة المغاربية فحسب، بل اتضح بعد اعتداءات باريس بأنه يهدد أمن أوروبا أيضا". زيارة شتاينماير بدأت من المغرب، يوم (الخميس) الماضي، حيث التقى الوزير الألماني بالملك محمد السادس وعدد من كبار المسؤولين المغاربة وبحثت "رهانات الأمن ومكافحة الإرهاب في منطقتي المغرب والساحل". وفي هذا الإطار أشاد الوزير بالإصلاحات المغربية إذ قال في تصريحات نقلتها الصحافة الألمانية إن "المغرب هو الدولة الأولى التي رأينا فيها أن الملكية تسير على طريق الحداثة بحيطة وحذر شديدين، البعض يقول ببطئ شديد، بيد أن البلاد حافظت على استقرارها ووحدتها". على صعيد أخر نبه الوزر إلى الخلاف القائم ما بين المغرب والجزائر قائلا "لقد التقينا أشخاص مثيرين للاهتمام في الدول الثلاث. ولكن ما يلفت النظر أنها تختلف فيما بينها، وهذه الاختلافات حالت حتى الآن دون البحث عن تعاون حقيقي بين الدول المغاربية." وجدير بالذكر أن شتاينماير وخلال زيارته لتونس، فقد تعهد بمساعدة خاصة في مكافحة الاضطرابات القادمة من ليبيا المجاورة، التي تشكل "تهديدا لتونس"، على حد تعبيره. وأكد شتاينماير على ضرورة تجنب "تدفق الأسلحة والأصوليين المتطرفين" من ليبيا، قائلا "نعلم أنه حتى سلطات الأمن وقوات الجيش المسلحة تسليحا جيدا لا يمكنها حل مثل هذا النزاع الموجود في ليبيا. هذا الأمر يتطلب حلا سياسيا." أما خلال زيارته للجزائر فقد أكد شتاينماير أن بلاده على استعداد لدراسة الطلبات الجزائرية العسكرية، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل مكافحة فعالة لظاهرة الإرهاب من خلال تبادل المعلومات.