بعد يومين من اعتقاله في ليبيا، قالت مصادر أمريكية إنه سيتم نقل أبو أنس الليبي، أحد أهم أعضاء القاعدة الذين تتعقبهم أمريكا منذ سنوات، إلى نيويورك ليواجه اتهامات بضلوعه في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في العام 1998. وأكد مصدر أمريكي مسؤول أن هذا المطلوب واسمه الحقيقي «نزيه عبد الحميد الرقيعيث» (49 عاما) جرى نقله إلى سفينة حربية أمريكية، بعد اعتقاله في ليبيا بعملية خاصة نفذها كوماندوز من نخبة القوات الأمريكية الخاصة التي تعرف ب«دلتا». وقالت تقارير إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعادت تفعيل «مجموعة استجواب المعتقلين من ذوي الأهمية العالية» التي يقودها «مكتب التحقيقات الفيدرالية» (اف بي آي)، وتضم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) إلى جانب أجهزة استخباراتية أخرى. ونقلت مجموعة من الوكالات تفاصيل عن طريقة اعتقال أبو أنس الليبيي. ونقلت عن شقيقه، واسمه نبيل، قوله إن 3 سيارات اعترضت المختطف قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس، ونزل منها ملثمون شاهدتهم زوجة «أبو أنس» من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهو يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه إلى جهة مجهولة. من جهته ذكر نعمان بن عثمان، رئيس «مؤسسة كويليام» البريطانية الناشطة في أبحاث خاصة بمكافحة التطرف والإرهاب، فذكر أنه نقل عن «مقربين جدا جدا من أبو أنس» قولهم إنه بعد خروجه من مسجد صلى فيه فجر السبت الماضي اتجه إلى حيث يسكن قرب طريق المطار «وهناك اعترضه ملثمون واعتقلوه وهو يكاد يهم بدخول البيت» كما قال. وذكر بن عثمان الذي كانت تربطه صداقة قديمة مع «أبو أنس» استمرت 20 سنة في الماضي، أن الملثمين نزلوا من سيارات غير معروف عددها تماما، إلا أن المقربين من «أبو أنس» أخبروه بأنهم شاهدوا منها سيارتين فقط، وفي أحداها نقلوه عند الفجر أمام شهود عيان. ويذكر أن المخابرات الأمريكية لم تكتشف علاقة أبو أنس بالقاعدة سوى في سنة2000، أي بعد 18 شهرا من العملية الانتحارية التي هزت سفارتي أمريكا بنيروبي ودار السلام، اكتشف الأمريكيون علاقته بتنظيم «القاعدة»، عندما أخبرهم عضو سابق فيه بأنه كان ضمن فريق راقب سفارات غربية، وأهمها الأمريكية بنيروبي قبل سنوات من تفجيرها، وسريعا ضمه «الأف.بي.آي» في 2001 إلى لائحة مطلوبيه، بجائزة ما زالت قيمتها 5 ملايين دولار لمن يساعد على اعتقاله. وقال نعمان بن عثمان إن ذلك العضو السابق في «القاعدة» لم يكن إلا المغربي الحسين خرشتو، المعروف باسم «أبو طلال المغربي» والذي كان بأواخر 1994 في كينيا يدرس الطيران وقيادة طائرة بن لادن الخاصة، ثم انشق عن التنظيم وأخبر الأمريكيين بكل ما يعرفونه عن «أبو أنس».