المهاجرون السريون من دول إفريقيا جنوب الصحراء يعتبرون وضعهم الصحي في المغرب "متوسطا"، فمعظمهم لم يسبق له أن حصل على أدوية من المراكز الصحية والمغربية، فيما تم رفض ولوج بعضهم من الأساس للمستوصفات ومراكز الاستشفاء. هذه المعطيات جاءت بها دراسة حديثة قدمتها وزارة الصحة المغربية صباح اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر بالرباط، ضمت 687 مهاجرا في وضعية غير قانونية في المغرب، صنفتهم الدراسة حسب اللغة، حيث ثلثاهم من الفرونكوفونيين والثلث المتبقي من الناطقين باللغة الانجليزية، وأفادت أن أزيد من 10% من الناطقين بالفرنسية و11% من الناطقين بالانجليزية قالوا أنه تم رفض تمكينهم من الاستفادة من خدمات المستشفيات المغربية، وطلب منهم التوجه إلى المنظمات غير الحكومية حتى يتمكنوا من تلقي أي مساعدة طبية، في وقت اشتكى %44 من الناطقين بالفرنسية و63% ا من الناطقين بالانجليزية من أعراض مرضية. وفيما يخص الأدوية، شددت الأغلبية العظمى من المهاجرين الذين شملتهم الدراسة على أنهم لم يستلموا أدوية من المراكز الصحية في حال ولوجهم إليها، لتبقى المنظمات غير الحكومية اهم مصدر لأدوية هذه الفئة من المهاجرين. هذا في وقت تستفيد فيه 7 نساء من أصل 10 من المتابعة الطبية أثناء الحمل، وهو رقم مرتفع نسبيا، إلا أنه يبقى نتيجة لمجهودات الجمعيات التي تعنى بشؤون هذه الفئة من المهاجرين، فأكثر من نصف هذا الرقم يتلقى مساعدات مالية من هذه الجمعيات، التي تعمل على تلقي الأمهات عناية أثناء الولادة والوضع، في وقت لا يحصل فيه أكثر من نصف المواليد الجدد على شهادات ميلاد. من جهة أخرى، دقت الدراسة ناقوس الخطر فيما يتعلق بمعرفة المهاجرين بطرق انتقال والحماية من الأمراض المتنقلة جنسيا، وخصوصا داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، مشيرة إلى أن ما يقارب نصف المهاجرين الذين شملتهم الدراسة لم يستعملوا قط عازلا طبيا، فيما أقر ثلثهم بأنهم لا يعلمون طرق الحصول عليه، وهو شيء خطير حسب الدراسة لكون 70% منهم عزابا، ونصفهم اعترف بتوفره على شريكين جنسيين أو أكثر خلال السنة الماضية. الدراسة اهتمت أيضا بالإشارة إلى مصادر دخل المهاجرين السريين الذين شملتهم، مشددة على أن مصدر الدخل الأساسي ل35% من الناطقين بالانجليزية هو التسول، فيما يعيش 35% من الفرونكوفونيين من المساعدات العائلية .ويذكر أن الدراسة تندرج ضمن مشروع أطلق بشراكة بين وزارة الصحة، وبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا، بدعم من مديرية التنمية والتعاون السويسرية والصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، في أفق بلورة استراتيجية م تهدف إلى تكثيف جهود المغرب في مجال الارتقاء بصحة المهاجرين، وذلك عبر وضع خطة عمل لتعزيز خدمات الوقاية والتكفل بالمهاجرين في وضعية إدارية غير قانونية في المغرب.