إذا كنت متزوجة، فإن نسبة تعرضك لعنف من لدن زوجك تبقى مرتفعة؛ هذا ما كشف عنه التقرير السنوي حول العنف ضد النساء أعلن عنه مرصد "عيون نسائية" في لقاء صحفي اليوم بالدار البيضاء. وبحسب التقرير، فإن 53 في المائة من النساء اللواتي تعرضن للعنف، وسجلن شكاويهن لدى مراكز الاستماع التابعة للمرصد، هن متزوجات. وقالت نجاة الرازي، وهي منسقة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، في اللقاء المذكور، "إن العنف ضد النساء المتزوجات يتزايد بنسب مهولة لأن القانون يسمح بالإفلات من العقاب بالنسبة إلى الرجال". وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن مرصدها "لاحظ مؤشرات تثير القلق حول الإفلات من العقاب بالنسبة إلى حالات العنف ضد النساء المتزوجات، تقوي تكهنها بأن الأمر سيتطور نحو الأسوأ"؛ فقد أحصت 379 حالة اغتصاب زوجي دون أن تستطيع الضحية متابعة زوجها وفق المسطرة القضائية، كما تلقت 1141 شكوى بطرد الزوجة من منزلها ولم تنجح بعدها في العودة إليه، علاوة على استيلاء الرجال الأزواج على ممتلكات زوجاتهن في 150 حالة، والاستيلاء أيضا على دخلهن وأجرتهن في 113 حالة. إضافة إلى أن المرصد سجل 85 حالة لتزويج القاصرات اقترنت في غالبها بالاغتصاب. وليس المتزوجات وحدهن من يتعرضن للعنف، بل وأيضا الأمهات العازبات، وهن يشكلن 30 في المائة من مجموع النساء المستجوبات في مراكز الاستماع للمرصد. بينما العازبات يمثلن نسبة 3 في المائة، والمطلقات نسبة 7 في المائة، والأرامل نسبة 2 في المائة، والمتزوجات بدون عقد يشكلن نسبة 3 في المائة. وأحصى المرصد نحو 40 ألف حالة عنف ضد النساء في تقريره السنوي، مورست ضد 4940 امرأة، بمعدل ثمانية أفعال عنف ضد كل امرأة. وتشكل الشابات اللواتي يتراوح عمرهن ما بين 15 و38 عاما، نسبة 75 في المائة من النساء اللائي تعرضن للعنف، كما أن المرصد لاحظ أن العنف المنزلي تعرضت له أيضا حتى المسنات، فقد تلقت مراكز الاستماع لشكوى 75 امرأة مسنة تجاوز عمرهن 60 عاما. ومن أبرز الخلاصات المقدمة في اللقاء، أن 47 في المائة من النساء ضحايا العنف يتحدرن من المدن، فيما 10 في المائة منهن يأتين من هوامشها، فيما 16 في المائة ينتمين إلى البوادي. وأشارت نجاة الرازي إلى أن 793 ضحية للعنف يسكن في منازل غير لائقة تتكون من غرفة واحدة، فيما 392 يقطن في سكن قصديري.